العـنـــــب

لا تزال زراعة العنب تُقيّم على أنها مزدهرة في سورية التي تعتبر – في آخر البيانات – الثالثة عربياً والثامنة والعشرين عالمياً في إنتاج العنب، الذي ينتج في سورية أكثر من مئة صنف منه، عن أقل من خمسة ملايين شجرة أو دالية تنتج من 350 إلى 500 ألف طن سنوياً، تبعاً للظروف.
ولكن وعلى الرغم من هذا الازدهار، فما زالت الأراضي السورية تستوعب ملايين الغراس الجديدة من دوالي العنب، ولا سيما أن الكثير من كرومه تعرّضت للقطع والتدمير خلال سنوات هذه الحرب الجائرة، وطبيعة نمو كروم العنب تُشجع كثيراً على الإقدام على زراعتها، لأن دورتها الزراعية سريعة، إذ تبدأ بالعطاء خلال ثلاث سنوات، وتعطي إنتاجاً جيداً بعد خمس سنوات، وإنتاجاً ممتازاً بعد سبع سنوات، ولو فرضنا أننا بدأنا اليوم بتعزيز زراعة العنب فنحن خلال سبع سنوات قادمة نضمن محصولاً وفيراً بعيداً عن قلق التسويق، لأن محصول العنب يحمل بين طيّاته الكثير من القيم المضافة التي تنجم عن الحالات العديدة لتصنيعه.
فبالإضافة إلى عملية التقطير التي يمكن أن تستوعب كميات كبيرة جداً من العنب ولفترات طويلة، هناك صناعة الكونسروة والزبيب والدبس والعصائر.
غير أن عملية التقطير يمكن أن تنتج عنها عدة أصنافٍ استطاعت بعض الدول أن تجعل منها مصدراً مهماً للاقتصاد، حيث تقوم بعض الدول الأوروبية المتوسطية بتصدير كميات كبيرة من النبيذ (أسبانيا، فرنسا، إيطاليا) فقد اكتشفت هذه الدول أهمية العنب وقيمه المضافة بعد أن تعرّفت عليه مع بقية دول العالم من سورية، التي تعتبر أساس زراعته وصناعته منذ آلاف السنين، فحكاية مدينة (ألأندرين) الأثرية السورية تشهد على عراقة هذه الصناعة، حيث اشتُهرت تلك المدينة (بين حلب وحماة) بكرومها الكثيرة، وخمورها المميزة، وكانت تسوّق منتجاتها داخل سورية، وتصدرها منذ آلاف السنين، إلى أصقاعٍ واسعة من الأرض، والمعروف أن الشاعر الجاهلي عمرو بن كلثوم ذكر ذلك في مطلع معلقته الشهيرة بالقول:
ألا هُـبَّي بِصَحْنِكِ فأصْبَحِينا ولا تُـبْقِي خُـمورَ الآنْدَرِينا
فالبيئة والأراضي السورية لا تزال تغفو على طاقاتٍ هائلة لا تحتاج إلى الكثير من العناء حتى نمتلك زمام استثمارها، وتشكّل رافداً يُغذي اقتصادنا الوطني الذي يحتاج اليوم إلى كل زاوية يمكن استثمارها لاستثمارها، ولا سيما تلك التي تُكرّس حالة الاعتماد على الذات.

علي محمود جديد
التاريخ: الاثنين 17-6-2019
الرقم: 17002

آخر الأخبار
New York Times: إيران هُزمت في سوريا "الجزيرة": نظام الأسد الفاسد.. استخدم إنتاج الكبتاجون لجمع الأموال Anti war: سوريا بحاجة للقمح والوقود.. والعقوبات عائق The national interest: بعد سقوط الأسد.. إعادة نظر بالعقوبات على سوريا بلدية "ضاحية 8 آذار" تستمع لمطالب المواطنين "صحافة بلا قيود".. ندوة لإعداد صحفي المستقبل "الغارديان": بعد رحيل الديكتاتور.. السوريون المنفيون يأملون بمستقبل واعد باحث اقتصادي لـ"الثورة": إلغاء الجمرك ينشط حركة التجارة مساعدات إغاثية لأهالي دمشق من الهلال التركي.. السفير كوراوغلو: سندعم جارتنا سوريا خطوات في "العربية لصناعة الإسمنت" بحلب للعمل بكامل طاقته الإنتاجية الشرع والشيباني يستقبلان في قصر الشعب بدمشق وزير الخارجية البحريني عقاري حلب يباشر تقديم خدماته   ويشغل ١٢ صرافا آلياً في المدينة مسافرون من مطار دمشق الدولي لـ"الثورة": المعاملة جيدة والإجراءات ميسرة تحسن في الخدمات بحي الورود بدمشق.. و"النظافة" تكثف عمليات الترحيل الراضي للثورة: جاهزية فنية ولوجستية كاملة في مطار دمشق الدولي مدير أعلاف القنيطرة لـ"الثورة": دورة علفية إسعافية بمقنن مدعوم التكاتف للنهوض بالوطن.. في بيان لأبناء دير الزور بجديدة عرطوز وغرفة العمليات تثمِّن المبادرة مباركة الدكتور محمد راتب النابلسي والوفد المرافق له للقائد أحمد الشرع بمناسبة انتصار الثورة السورية معتقل محرر من سجون النظام البائد لـ"الثورة": متطوعو الهلال الأحمر في درعا قدموا لي كل الرعاية الصحية وفد من "إدارة العمليات" يلتقي وجهاء مدينة الشيخ مسكين بدرعا