وما أجمل بيان وتبيان الشعر.. ما أجمل عذوبة وجده, وأن يمتثل لنا كوعاءٍ من بوح نبله «النبل الشعري» أوذاك الوعاء «وعاء قوله إذ ما اتّحدَ بفعلٍ ما».
وإذ ما عُطرَ بشهدٍ من طيب الكلمات, يبدووكأنّه أنيق الألفاظ.. يبدوزهره وكأنه زنابق الكلام وقوافي بياضها.. ويظهر جوهره, أوترياق تنسابُ الشفافية اللغوية, حيث يظهر عذبها الأروع وعزفها الجميل..
ذاك العزف الشعري حيث يبدووهّاج الرؤى.. و«الرؤى الشعرية ربّما «وتبيان أمرها, تبيان عذب نطوقها وأنجم قوافيها الساكنة على ضفاف الوجد الإنساني, وجد المعنى في مُستحق جماله الأسمى..
جماله المرهون بجمال الكلام الموزون, الكلام الصائب البيان في تجلّيات سؤاله الشعري..
سؤاله الذي يخبرنا عن ماهية وضع الشعر والشعراء.. وما يتوجب أن يوضع بذاك النموذج الشعري إذ يجب أن يكون كذاك المُبتدأ مزخرف القول والفعل..
يفيضُ ويستفيضُ بعذب الكلام المُقفّى وما يحمله ذلك النبأ الشعري إذ صح التعبير.. فمنذ القديم كان الشعر ديوان العرب أولسان حالهم ومرآة التبيان لديهم وبيان أمرهم..
كان يسموونسمو بعطره الفوّاح وكأنه أناشيد القوافي في ليلة الإتمام, تسبحُ في محبرة الجمال, وتستلقي حيث ضفاف الحلم الشعري, وما أجمله..
ألحانه تمتثل وكأنّها صلاة الحروف في الجمال.. صلاة نطوقها على ضفاف الأزمان..
تبدووكأنّها وقت آخر يضّجُ بترجمان الرُّوح, بترجمان الوجد الجميل وشذاهُ الممتد حيث يبدوالشعر وكأنّه مُشكّاة النفوس الراقية والأرواح الهائمة, إلى هناك, حيث الجمال الأقصى, حيث مكانة ذاك الوهج الشعري إن نُفخَ بين رماده..
وسطع الوجد في فلك أنواره, وتسامى الوقت بذاك المنطوق المهذب كلامياً, من عذب ما يُقال, ومن قوارير الذات تستقرئ كلّ ما يحيط بها شعراً, تستقرئ روائع العذب الشعري.. وروعة الألفاظ إذ ما تمَّ وسارَ «بنهرٍ جميل اللغة, جميل التبصر الشعري» وما يتواجد وراء ذلك التبصر, وراء الأفق الحالم, الأفق المزدوج بجمال الكلمة ومطرها الهاطل من خزائن الإلهام, وجمال الأنفس الهائمة, الهائمة شعراً..
وهذا الشعر وبيانه قد يُخلّد في مجلدات عظيمة, تحتفظ بتواريخ لا يمكن تجاهل نورها, ولا يُمكن تجاهل دورها الجوهري, دورها الذي يأتي مع كلِّ لفظة شعر ٍ, ومع كُلِّ نفحة عطرٍ تأتي من حيث هو.
من حيث تشرق شموسه في أوائل الوعد الكلامي, في أوائل السموّ اللغوي الذي نحب ومرجانه الأجمل, مرجان الشعر ما أجمله !
ما أجمل بيانه الشعر.. ما أجمل أن نصوغه نحن, حكاية مترامية الألفاظ الجميلة, مترامية التثاقف اللغوي, التثاقف الذي يختزل فيما يختزل عناوين شعرية..
توضع هنا.. توضعُ على مرمى الهمس الشعري وما أبهاه !
إذ تكوّر في فضاء الفيض اللغوي, والذي الشعري الذي نأمل وجده, وجمال أفعاله, إذ أضحى حالها يسير ُ في واحة غنية التجاذب الكلامي..
التجاذب الجمالي في فضاء الزهوالشعري, وبيان حاله المسترسل حيث تبيان جماله, وعظمة قوله المنطوق ولسانُ أمره
أمر الشيء الشعري الذي نودُّ أن يحمل بلاغة الشيء الوجداني والإنساني..
هنا فقط يسموالشعر وكلّ لغاته وتسموذواتنا إذ ما عرفت حقيقة البيان الشعري الجميل وتبيان حاله الزاهر لغةً تضع الشعر وبيانه بين قوسي التعجب الكلامي والشعري الجميل..
منال محمد يوسف
التاريخ: الثلاثاء 18-6-2019
الرقم: 17003