إرهابيو أردوغان يخرقون التهدئة شمالاً .. قواعد المواجهة ترسمها سورية.. وإدلب ترسل إشارات الحسم إلى الجزيرة
بات واضحاً أن خروقات الإرهابيين في الشمال تأتي بأومر مشغليهم ورعاة إرهابهم و بضوء أخضر أميركي و تركي لتنفيذ ما تبقى في جعب المشغلين من أجندات استعمارية على الأرض السورية، حيث لا تزال التنظيمات الإرهابية في مناطق خفض التصعيد تقوم باستهداف نقاط الجيش العربي السوري في تلك المنطقة، فضلاً عن استهداف المدن و البلدات الآمنة بموجات من الصواريخ التي أدت إلى استشهاد العديد من المدنيين.
ففي مستجدات الميدان انتهكت المجموعات الإرهابية مجدداً اتفاق منطقة خفض التصعيد عبر استهدافها بالقذائف الصاروخية حيث ارتقى 12 شهيداً وأصيب 15 مدنياً بجروح نتيجة اعتداء المجموعات الإرهابية بعدد من القذائف الصاروخية على قرية الوضيحي بريف حلب الجنوبي في سورية.
وذكرت مصادر ميدانية في حلب أن مجموعات إرهابية من (جبهة النصرة) المنتشرة في ريف حلب الغربي من اتجاه بلدة خان طومان والراشدين اعتدت مساء أمس الأول بعدة قذائف صاروخية على المنازل السكنية في قرية الوضيحي بالريف الجنوبي للمدينة ما تسبب باستشهاد وجرح الكثير من المدنيين ووقوع أضرار مادية في منازل الأهالي وممتلكاتهم.
فكل ما يشهده الشمال السوري والشمال الشرقي يعطي سلم أولويات قدمها الجيش العربي السوري في طريق عمله المتواصل نحو تحريرهما وإعادهما إلى الحضن السوري سواء بالعمل العسكري أم بالطرق السياسية أم بالاتجاهين معاً.
حيث يأتي العمل العسكري استكمالاً لتحرير كامل الجغرافيا السورية من العناصر الإرهابية ورداً على مجازر إرهابيي (داعش) و(النصرة) الوحشية بحق الأهالي، وما ارتكبوه بحقهم من جرائم يندى لها جبين الإنسانية هذا من المنظور القريب.
فاستكمال تحرير الجغرافيا السورية من الإرهاب لا بدّ حاصل، خاصة أن اتفاق سوتشي قد شابه الكثير من المراوغة والاحتيال التركي، إضافة إلى أن الأهداف التركية التوسعية العدوانية في سورية تستدعي تحرّكاً لجهة إطلاق عجلة العمليات العسكرية التكتيكية، ضمن إطار ترتيب الأوراق السياسية بأثر عسكري.
أما في المنظور غير المباشر فإن العمل يأتي كرسالة قوية موجهة لحليفي العدوان التركي والأميركي.. فبحسب محللين فإنه أمام جملة الحقائق السياسية والعسكرية التي فرضتها الدولة السورية، ورداً على محاولة محور العدوان على سورية الاستثمار السياسي في ملف إدلب بات واضحاً، حيث إن الأهداف الاستراتيجية الواضحة للدولة السورية تؤرق واشنطن وأنقرة على السواء، ولعل الجهد السوري يتركز في منع الولايات المتحدة وتركيا من إنشاء وجود عسكري يمكنهما من الاحتفاظ بأوراق ميدانية تترجم مكاسب سياسية، وبالتالي فإن إنهاء ملف إدلب عسكرياً، سيُفضي إلى فتح ملف الجزيرة السورية ما يعني أن الأهداف الأميركية والتركية المأمولة ستدخل في نفق سياسي لا مخرج له.
إذاً فالعملية العسكرية التي بدأها الجيش العربي السوري مع بداية شهر أيار المنصرم رداً على خروقات التنظيمات الإرهابية المتكررة لاتفاق خفض التصعيد، رسالة تتجاوز في أبعادها السياسية والعسكرية اتفاق سوتشي، فالتلكؤ التركي في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين روسيا وتركيا في سوتشي أظهر بشكل جلي البحث التركي عن اتفاق مع واشنطن بشأن مناطق سيطرة مرتزقة (قسد)، وتفعيل نظرية المنطقة الآمنة ضمن الجزيرة، يبتعد كثيراً عن بنود اتفاق سوتشي.
وقد كشفت وسائل إعلام عن مضمون الرد الروسي على طلبات تركيا بخصوص إدلب، حيث تؤكد موسكو لتركيا باستمرار أنه يتوجب عليها التوقف عن دعم (جبهة النصرة) والفصائل الإرهابية بالأسلحة.
ويأتي الكشف عن هذه الرسالة الروسية لتركيا في ظل الكشف عن وصول الكثير من التعزيزات العسكرية التركية إلى محافظة إدلب، ومنها نوعية وفقاً لما أكدته الصحف ووسائل الإعلام التي ركزت على أن تركيا هي من تتحكم بقرارات (النصرة) الإرهابية والفصائل التابعة لها في هذه المعركة.
وفي وقت سابق، شددت روسيا على أن تركيا لم تلتزم ببنود اتفاق إدلب أو مناطق (خفض التصعيد) ولم تستطع تنفيذ أي من بنودهما، حيث استمرت بتسليح الفصائل الإرهابية و(النصرة) كما ساعدت الأخيرة لتتمكن من السيطرة على معظم مساحات إدلب.
أما على صعيد واشنطن التي تتخذ قواتها من التنف قاعدة لتأمين حماية فلول (داعش) الهاربة من جميع المناطق.. فالرسالة الواجب التوقف عندها هي ضرورة إيقاف ذلك الدعم للإرهاب وبالتالي الخروج من الأراضي السورية.. وهذا ما يراه مراقبون بأنه قد يحصل في القريب ولا سيما بعد أن بدأت بالترويج للإبقاء على عدد من جنودها لمواصلة احتلالها للأراضي السورية، ما يدحض مزاعم الانسحاب الذي سبق وتنطحت به والتي أدخلت المشهد ضمن متاهات وسراديب اللعب على مصطلحات البقاء والانسحاب.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الثلاثاء 18-6-2019
الرقم: 17003