ممدوح سكاف..رحـــــل وبقيـــت ذكـــــــراه وإبـــداعــه

«اراه الآن قادماً بكامل اناقته بابتسامته العريضة ووجه الجميل وفرحه الغامر بالأدب والشعر والثقافة والفن, بكل ما يمنح الحياة جمالاً على جمال كان يتألق دائماً وما أكثر الأشخاص الذين لهم فضل علينا بالأدب والعلم، رحل الآن ممدوح سكاف هذا العلم, والراحل يستحق الكثير من البحث والدراسة…» بهذه الكلمات بدأ الأديب محمد بري العواني حفل تأبين الراحل ممدوح سكاف في مديرية الثقافة قاعة سامي الدروبي برعاية أمين فرع حمص لحزب البعث العربي الاشتراكي «عمر حورية» حيث أقام فرع حمص لاتحاد الكتاب حفل تأبين المرحوم الشاعر والأديب ممدوح سكاف بحضور كوكبة من القيادات الحزبية والأدباء والشعبية وأصدقاء الراحل.
نعاه أصدقاؤه كلا بدوره سنجتزئ بعض ما تناولوه:

رئيس فرع اتحاد الكتاب عبد الرحمن بيطار قال: غادرنا الراحل بجسده ولكنه لم يغادرنا بفكره، عرف ممدوح سكاف بأخلاقه السامية وبشاشة وجهه وعمله الدؤوب بخدمة زملائه وكل من يقصد فرع اتحاد الكتاب بحمص سواء كان عضواً أوشاباً مبتدئاً باحثاً عن طريق الأدب والفكر والشعر وشغل المرحوم منصب رئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب لمدة 25 عاماً، كان شاعراً مناضلاً بالكلمة الطيبة الجميلة وباحثاً دراساً في الأدب, وقد عرفته منذ بدأت أتردد على الاتحاد مهتماً بالنشاطات الثقافية.

اما رئيس اتحاد الكتاب العرب في سورية مالك صقور فقال: ممدوح سكاف الابن البار لهذه المدينة, نشأ وترعرع فيها, وعاش حياة مليئة بالعطاء فكان مدرساً وصحفياً ونقيباً للمعلمين وهو من مؤسسي رابطة الخريجين الجامعيين بحمص وعمل مديرا للمركز الثقافي بحمص ورئيس فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب ومدرساً ناجحاً عطوفاً معطاء..
كتب في الصحافة وكان بارعاً وتشهد له صفحات الجرائد وكان نقيب المعلمين فعرف عن كثب معاناة المعلمين فدافع عنهم وعن حقوقهم, وعندما كان مديراً للمركز الثقافي بالإضافة لإقامته الأماسي والندوات فقد دعَا العشرات من الأدباء فذكروه في مذكراتهم, وعلى يديه كبرَّ اتحاد الكتاب العرب بحمص حيث ضم مجموعة من الكتاب والباحثين فهم خيرة الكتَّاب في الوطن العربي.
كتب اشعاره وقصائده الوطنية والوجدانية اذكر بعضا منها: رواية مسافة للمكان, مسافة للمستحيل, على مذهب الطيف, فصول الجسد, نشيد للصباح, الحزن رفيقي, الصومعة والعنقاء, كما كتب دراسة هامة عن الشاعر الراحل عبد الباسط الصوفي, ولديه كتاب نقدي مهم عن تأمل الشعر ضمنها مكاشفات «سارق النار» وهذه المكاشفات يتوجب على الشعراء الشباب قراءتها وحفظها عن ظهر قلب لأنها تعلم:من هو الشاعر وكيف يجب أن يكون الشعر.
أما المسرحي الكبير فرحان بلبل فقال: عرفت الراحل منذ كنا في المرحلة الاعدادية وكان معروفاً ببراءته ولطفه فكانت براءته تحمل الحب الصافي، وقد حمل ممدوح براءته هذه إلى عوالم الشعر والقصة ثم ما لبث أن غادر القصة لينصرف للشعر لقد أحب الحداثة في الشعر ونظَّم لها مقالاته وكان يرى الحداثة في جميع الفنون وليس فقط في الشعر.. لقد كان مدافعاً مستميتاً عن أدب الشباب فكان يقيم منذ الثمانينات مسابقات أدبية للأدباء الشباب.
وقدم الشاعر غسان لافي طعمة قصيدة عمودية تناول فيها مأثر الراحل:
حملت حزنك والاحباب والوطن
ورحت تشعل في جمر النوى شجن
حزناً لمغترب – الصوفي – مؤتلقاً
وعودة في انطفاء يحمل الكفنا
وأي حزن لحمص حين تقلعها
كمقلة العشق لم تعرف بها وسنا
أما الشاعر عبد الكريم الناعم فقال في قصيدته غربة مثلثة لروح صديقه تناول فيها مقدار الحزن الذي أصابه نتيجة تركه لحمص:
لكلمةُ أضيقُ من أفقٍ في هذا الشرقّ
كيف أوسعها
في زمنٍ ما أدري هل تختزنُ المضمرُ
فيهِ شيئاً من أهواءِ البرقّْ
الشاعر محمد الفهد قال: كيف تقنع أهل حمص أن ممدوح سكاف ليس من سكانها، يامن زرعت فينا أن الشعر ما زال ضرورياً ومازال ممكناً يعبر عن الانسانية التي تبحث عن خلاصها, هي لحظة درامية حين يفقد الرصيف خطوات الشاعر وهي لحظة درامية حين يتعلق الشاعر بمدينته لدرجة الهوس ويرفض رئاسة اتحاد الكتاب العرب في سورية لئلا يتغرب عن حمص.. هي لحظة درامية حين تنتهي حياة الشاعر في الغربة.
سلوى الديب

 

التاريخ: الخميس 20-6-2019
رقم العدد : 17005

آخر الأخبار
تعادلان في دورة (حلب ست الكل) الكروية بانة العابد تفوز بجائزة السلام الدولية للأطفال 2025   لبنانيون يشاركون في حملة " فجر القصير"  بحمص  ابتكارات طلابية تحاكي سوق العمل في معرض تقاني دمشق  الخارجية تدين زيارة نتنياهو للجنوب السوري وتعتبرها انتهاكاً للسيادة  مندوب سوريا من مجلس الأمن: إسرائيل تؤجج الأوضاع وتضرب السلم الأهلي  الرئيس الشرع يضع تحديات القطاع المصرفي على الطاولة نوح يلماز يتولى منصب سفير تركيا في دمشق لأول مرة منذ 13 عاماً  الجيش السوري.. تحديات التأسيس ومآلات الاندماج في المشهد العسكري بين الاستثمار والجيوبوليتيك: مستقبل سوريا بعد رفع العقوبات الأميركية الأولمبي بعد معسكر الأردن يتطلع لآسيا بثقة جنوب سوريا.. هل تتحول الدوريات الروسية إلى ضمانة أمنية؟ "ميتا" ساحة معركة رقمية استغلها "داعش" في حملة ممنهجة ضد سوريا 600 رأس غنم لدعم مربي الماشية في عندان وحيان بريف حلب من الرياض إلى واشنطن تحول دراماتيكي: كيف غيرت السعودية الموقف الأميركي من سوريا؟ مصفاة حمص إلى الفرقلس خلال 3 سنوات... مشروع بطاقة 150 ألف برميل يومياً غياب الخدمات والدعم يواجهان العائدين إلى القصير في حمص تأهيل شامل يعيد الحياة لسوق السمك في اللاذقية دمشق.. تحت ضوء الإشارة البانورامية الجديدة منحة النفط السعودية تشغل مصفاة بانياس لأكثر من شهر