«الهول» يوثّق فصول الإجرام الأميركي … بين بلطجة واشنطن وانتهاكات «قسد» يتقلّب المهجّرون على جمرات الصمت الدولي
في الوقت الذي ارتكب فيه الإرهاب الإخواني الوهابي المدعوم غربياً وأميركياً أبشع جرائمه الوحشية بحق المدنيين الآمنين جاءت مخيمات الموت وملاجئ المهجّرين بفعل هذا الإرهاب لتزيد في الطين بلّة وترفع منسوب معاناة المدنيين، بسبب إجراءات واشنطن ومرتزقة «قسد» البعيدة كل البعد عن الإنسانية.
يتوزّع قاطنو مخيمات الحسكة الأربعة التي يسكنها عشرات آلاف النازحين، فرّوا من الإرهاب الوهابي الإخواني في دير الزور والرقة وريف حلب الشرقي على أربعة تجمعات رئيسية، أكبرها مخيم السد في الريف الجنوبي، يليه مخيم الهول قرب الحدود العراقية، ومخيم رجم الصليبي قرب منطقة الكبيبية في أقصى الريف الجنوبي، ومخيم المبروكة قرب مدينة رأس العين وفيه نحو 3 آلاف مدني، إضافة إلى عشرات التجمعات العشوائية في بادية الحسكة الجنوبية، وجميع هذه المخيمات تقع ضمن مناطق سيطرة مرتزقة «قسد».
مخيم الهول كأحد هذه المخيمات بات عنواناً لأفظع الانتهاكات التي يرتكبها مرتزقة «قسد» بحق الانسانية، بحيث لم يعد خافياً على أحد الأوضاع المأساوية التي يعيشها النازحون في المخيم الذي تحول إلى معتقل كبير تمارس فيه كل طقوس البلطجة والاحتجاز التعسفي إضافة إلى الانتهاكات الإنسانية أمام أنظار المجتمع الدولي الذي لم يحرك ساكناً بل على العكس أخذ يقلل من خطورة الأوضاع الإنسانية هناك على الرغم من عشرات التقارير والمشاهد الحية والتي تحكي عن المعاناة الإنسانية التي يعيشها قاطنوه.
وتنتشر في هذا المخيم أمراض وآفات مثل الجرب والقمل والإسهال، خصوصاً بين الأطفال، مع منع المليشيات المسؤولة عن أمن المخيم خروج المدنيين منه لتلقي العلاج.
وللمفارقة العجيبة فإن «الأمم المتحدة» التي باتت مطيّة للدول الغربية الاستعمارية وعلى رأسهم أميركا أخذت بالتباكي على ما اسمته بالوضع الإنساني في إدلب داعية إلى إيقاف العمليات العسكرية التي تسعى لتأمين مدنيي الشمال، وكل تلك المزاعم وتلك المخاوف الأممية الكاذبة جاءت نتيجة أوامر أميركية لإيقاف التقدم الذي يقوده الجيش العربي السوري في ريفي حماة وإدلب بهدف طرد الإرهاب من كل الاراضي.
وعلى العكس تماماً فقد غفل المجتمع الدولي وعلى رأسه الامم المتحدة تماماً عن كل المعاناة التي يعيشها قاطنو مخيمات الموت بشكل عام والهول بشكل خاص، وعلى العكس فقد قللت من حجم الكوارث التي تصيب المواطنين هناك.
مقرا التنسيق السوري والروسي أكدا في بيان مشترك أن الأمم المتحدة تقلل من حجم الكارثة الإنسانية في مخيم الهول، مشيرين إلى أنه لم يتم حتى اليوم حل ولو مشكلة واحدة من تلك التي يعاني منها اللاجئون، وذلك خلافاً للوعود الأميركية المتكررة.
ولفت أيضاً إلى أنه ليس لدى معظمهم مساكن مقبولة، ويضطر الناس للعيش في خيم يدوية الصنع، ولم يتم حتى الآن تنظيم عملية إخراج النفايات من المخيم، وقد أصبح مخيم الهول بؤرة لعناصر تنظيم «داعش» الإرهابي وعوائلهم، ويؤدي عجز إدارة المخيم ومديريه الأميركيين عن السيطرة على الوضع وضمان النظام والأمن داخله إلى استمرار المعاناة وموت الناس.
ويرى مراقبون أن إعادة النازحين إلى مناطقهم هي الخطوة الصحيحة في ظل تقاعس المنظمات الدولية في تلبية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة لسكان المخيم.
ويقع مخيم الهول على بعد 45 كم من مدينة الحسكة، شمال شرقي سورية، ويعيش في المخيم نحو 72 ألف شخص، 91% منهم من النساء والأطفال وسط ظروف فظيعة، ولا سيما أن 65% منهم هم أطفال دون الـ12 عاماً.
وكالات- الثورة
التاريخ: الجمعة 21-6-2019
رقم العدد : 17006