.. بقيت حبيسة المكتبات وبعيدة عن النقاد والقراء لسنوات تسع، ثم فجأة تطفو على السطح بنيلها جائزة البوكر الدولية، إنها رواية (سيدات القمر) لجوخة الحارثي وتحت اسم (الأجرام السماوية) للمترجمة مارلين بوث وعلى الرغم من أن الكاتبة ليس لديها سوى روايات ثلاث، قررت لجنة التحكيم منحها مع المترجمة ثلاثة وستين ألف دولار مناصفة, ولقب أفضل رواية عربية..
الرواية التي لم تحظ بالشهرة التي حظيت بها بعد فوزها بالجائزة وهي تتحدث عن تحول المجتمع العماني من البداوة إلى المدنية بفعل الثورة النفطية، ولن ندخل في تفاصيل الرواية لأن مايهمنا المعايير التي تحكم الأعمال الروائية للحصول على أي جائزة..
إن أبسط مايقال عن مهمة وهدف المؤسسات الثقافية الخارجية أو الدولية المعنية بالجوائز، صناعة النخب الثقافية العربية البعيدة عن الصراع العربي الإسرائيلي، وتغيير القيم الأدبية واستبعاد الأرواح والعقول، وسلب الإرادة والكرامة والاكتفاء بالطعام والجنس للعرب..
وكلما اقترب المؤلف أو الكاتب أكثرمن الحديث عن الجسد والجنس والتمرد على الدولة والتعصب الأعمى بالحديث عن الطوائف،كلما اقترب من الجوائز العالمية… وكل عمل روائي يستنهض الوعي وبناء المكان والزمان والشخصيات والمسائل الكبرى ومنظومة المثل والأخلاق لن يجد له مكانا في الروايات المرشحة لنيل الجوائز العالمية..وأي رواية يمكن أن تكون المقاومة عنوانا عريضا فيها ووصف الكيان الإسرائيلي بالمحتل، لن يكون مؤلفها ضمن النخب الثقافية،لأن الدور الوظيفي المنوط بتلك المؤسسات المانحة للجوائز والمأجورة, دورها صناعة النخب الثقافية الانتهازية المستعدة لأي مشروع يستأجرهم لتسميم الثقافة العربية وخلق ثقوب وانزياحات يمكن من خلالها التسلل إلى عقول وأذهان الناس..
وبكل أسف البوكر العربية استنساخ عن الدولية بكتلتها المالية المأجورة والدعائية المسمومة ومؤسسها الصهيوني (فيدينفيلد) السكرتير لأول رئيس صهيوني في إسرائيل المحتلة وجائزة نجيب محفوظ يقدمها ديفيد أرنولد الذي ألغى المقررات الجامعية عن الحضارة العربية والإسلامية وفرض تدريس رواية مغربية تتحدث عن المثلية واستضاف إسرائيليين في الجامعة الأمريكية في القاهرة..
هناء الدويري
التاريخ: الجمعة 21-6-2019
رقم العدد : 17006