يبدو المشهد على الأرض وكأنه يرتطم بظله، لاسيما الجانب السياسي منه الذي بات التعثر والسقوط سمته الواضحة، في ظل ذلك الزحام الكبير للأوهام والطموحات الحمقاء التي أضحت عنواناً ثابتاً يتحكّم بسلوك منظومة الإرهاب بشكل عام، لاسيما الولايات المتحدة والنظام التركي.
من قلب الحدث ينبض الميدان بالمفاجآت التي قد تشكّل منعطفاً في الحرب على الإرهاب، خصوصاً وأنه ينسج في كل لحظة معطيات وعناوين جديدة مع تقدم الجيش العربي السوري على مساحات واسعة في المناطق التي كانت تسيطر على التنظيمات الإرهابية، برغم التحشيد والتصعيد والدعم اللامحدود الذي تقدمه الإدارة الأميركية ونظام أردوغان، وهذا يؤكد ما قلناه مراراً وتكراراً بأن للميدان لغته وإيقاعه الخاص الذي يفرض من خلاله القواعد والمعادلات التي من شأنها أن تضبط المشهد بعيداً عن سياسات المراوغة والمناورة والخداع التي تنتهجها أطراف الإرهاب، ذلك أن الانتصارات الكبرى التي يصنعها الجيش العربي السوري على مساحات جغرافيا الوطن لم تبدد أوهام وطموحات منظومة الإرهاب فحسب، بل شيّدت واقعاً راسخاً ومتجذّراً في عمق المشهد يستحيل تغييره أو حتى العبث فيه.
ضمن هذا السياق تبدو العودة الأميركية إلى لغة التهديد والتصعيد واستخدام الذرائع المفضوحة والمكشوفة أمراً في منتهى السذاجة والحماقة، لأنه يعكس إصرار معسكر الإرهاب بقيادة واشنطن على تجاهل كل التطورات والتحولات التي ضربت المشهد الإقليمي والدولي برمته، ذلك أن المضي في سياسة شراء الوقت والرهان على أدواتها وأذرعها الإرهابية لإحداث فجوة في الواقع المرتسم على الأرض من شأنه أن يراكم من هزائم وإخفاقات أطراف الإرهاب وبالتالي دفعهم إلى حافة الهاوية.
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 25-6-2019
الرقم: 17008