صفقة عارٍ وذلٍّ وخزي، وصفقة صفاقة استسلام من العيار الثقيل تستهدف مجدداً القضية الفلسطينية وما هو أبعد منها ومن يفكر بغير ذلك فهو واهم يغط في سبات إلى غير رجعة منه، حيث تستسهل تلك النعاج اليوم الصراع العربي مع الكيان الصهيوني الغاصب بكثير من الوضاعة، وبلا أدنى خجل أو ذرة إحساس بعروبة صارعت عقود تاريخها لكسر وهزيمة سلاسل القيد التي يحاول الغرب إعدامها بها، وما تزال تصارع تلك الأنا المنبعثة من حبوب التخدير المتصاعدة من لعنة كراسي العروش المتخمة بالتنازلات، وكروش لا تشبع من الهوان.
فالحروب التي أقاموها أصابتهم بمزيد من الهزيمة والانكسار، ولم يفلحوا في لي ذراع المقاومة بل زادت صلابة العزيمة لردع العدو الصهيوني خاصة في ظل تنامي حالات الرد وتحديث آليات الردع، وما كان لذلك من انعكاسات على الساحة الداخلية والعدوانية للكيان الصهيوني، لتكون الصفقات المباشرة والاعتداء على الحقوق اليوم هي النسخ المحدثة لتلك الحروب وأقل تكلفة بالنسبة لأولئك المستسلمين الواهنين، مع مشهد أكثر فظاظة ووقاحة وهو دفع المليارات مع محاضر الاستسلام، ومحاولات قلب المعادلات وتحويل الضحية إلى عدو والعدو إلى ضحية، في مفارقة لم ولن يعرف لها التاريخ مثيلاً.
في صفاقة القرن هذه ووعودها المشؤومة، يستنطق المجتمعون العبرية الصهيونية التآمرية بعد أن أضحت هويتهم، وبعد أن فقدوا عن عمدٍ أبجديتهم، فكم التنازلات المتلاحقة والحروب الإرهابية المشنة بالنيابة عن الصهيوني على سورية واليمن وفلسطين وليبيا والعراق و..و..، يكشف كم أياديهم قذرة متسخة من فوران إجرام صنعوه، ولمن لم يسمع ولم يقرأ بالأمس هناك من المنظومة السعودية من تبجح بقرب تشابك وتشبيك العلاقة بين آل سعود والكيان الغاصب علناً بعيداً عن أنفاق التعاملات السرية وزياراتها المتخفية.. أوَ ليس هذا أحد الخطوات الاستباقية لصفاقة القرن ولصاقتها الصهيونية.
إنهم يسلخون جلودهم ليكونوا أكثر عرياً.. فعلى الخراب والدمار والحروب وزهق الأرواح وإراقة الدماء ومحاولات بيع أراضي الشعوب هم أكثر حضوراً وإنفاقاً للمال وتبذيراً، ولكن على الحق والحقوق والأمن والاستقرار متفرقون، مخلخلون، واهنون، لا يبصرون ما يجري من تطورات في هذا العالم الذي يتصارع، ولا يقرؤون إلا صفحات مناسفهم وسباق هجنهم.
تلك القصاصات الورقية المتشحة بالاستسلام اليوم لن توهن طريق المقاومة التي قالت كلمتها وأعلنت أنها لن تضل طريق استعادة حقوقها، كيف لا؟ وهي من تعزز عنفوانها، وستسقط محاولات التآمر هذه ما دامت سورية ركيزتها الأساسية وينبوع الماء الذي يدفق النصر في وجه الإرهاب.
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 25-6-2019
الرقم: 17008