صفقة أم صفاقة القرن؟

صفقة عارٍ وذلٍّ وخزي، وصفقة صفاقة استسلام من العيار الثقيل تستهدف مجدداً القضية الفلسطينية وما هو أبعد منها ومن يفكر بغير ذلك فهو واهم يغط في سبات إلى غير رجعة منه، حيث تستسهل تلك النعاج اليوم الصراع العربي مع الكيان الصهيوني الغاصب بكثير من الوضاعة، وبلا أدنى خجل أو ذرة إحساس بعروبة صارعت عقود تاريخها لكسر وهزيمة سلاسل القيد التي يحاول الغرب إعدامها بها، وما تزال تصارع تلك الأنا المنبعثة من حبوب التخدير المتصاعدة من لعنة كراسي العروش المتخمة بالتنازلات، وكروش لا تشبع من الهوان.
فالحروب التي أقاموها أصابتهم بمزيد من الهزيمة والانكسار، ولم يفلحوا في لي ذراع المقاومة بل زادت صلابة العزيمة لردع العدو الصهيوني خاصة في ظل تنامي حالات الرد وتحديث آليات الردع، وما كان لذلك من انعكاسات على الساحة الداخلية والعدوانية للكيان الصهيوني، لتكون الصفقات المباشرة والاعتداء على الحقوق اليوم هي النسخ المحدثة لتلك الحروب وأقل تكلفة بالنسبة لأولئك المستسلمين الواهنين، مع مشهد أكثر فظاظة ووقاحة وهو دفع المليارات مع محاضر الاستسلام، ومحاولات قلب المعادلات وتحويل الضحية إلى عدو والعدو إلى ضحية، في مفارقة لم ولن يعرف لها التاريخ مثيلاً.
في صفاقة القرن هذه ووعودها المشؤومة، يستنطق المجتمعون العبرية الصهيونية التآمرية بعد أن أضحت هويتهم، وبعد أن فقدوا عن عمدٍ أبجديتهم، فكم التنازلات المتلاحقة والحروب الإرهابية المشنة بالنيابة عن الصهيوني على سورية واليمن وفلسطين وليبيا والعراق و..و..، يكشف كم أياديهم قذرة متسخة من فوران إجرام صنعوه، ولمن لم يسمع ولم يقرأ بالأمس هناك من المنظومة السعودية من تبجح بقرب تشابك وتشبيك العلاقة بين آل سعود والكيان الغاصب علناً بعيداً عن أنفاق التعاملات السرية وزياراتها المتخفية.. أوَ ليس هذا أحد الخطوات الاستباقية لصفاقة القرن ولصاقتها الصهيونية.
إنهم يسلخون جلودهم ليكونوا أكثر عرياً.. فعلى الخراب والدمار والحروب وزهق الأرواح وإراقة الدماء ومحاولات بيع أراضي الشعوب هم أكثر حضوراً وإنفاقاً للمال وتبذيراً، ولكن على الحق والحقوق والأمن والاستقرار متفرقون، مخلخلون، واهنون، لا يبصرون ما يجري من تطورات في هذا العالم الذي يتصارع، ولا يقرؤون إلا صفحات مناسفهم وسباق هجنهم.
تلك القصاصات الورقية المتشحة بالاستسلام اليوم لن توهن طريق المقاومة التي قالت كلمتها وأعلنت أنها لن تضل طريق استعادة حقوقها، كيف لا؟ وهي من تعزز عنفوانها، وستسقط محاولات التآمر هذه ما دامت سورية ركيزتها الأساسية وينبوع الماء الذي يدفق النصر في وجه الإرهاب.

 

فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 25-6-2019
الرقم: 17008

آخر الأخبار
الأمم المتحدة تحذر من انعدام الأمن الغذائي في سوريا.. وخبير لـ" الثورة": الكلام غير دقيق The Hill: إدارة ترامب منقسمة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا أهالٍ من حيي الأشرفيّة والشّيخ مقصود: الاتفاق منطلق لبناء الإنسان تحت راية الوطن نقل دمشق تستأنف عملها.. تحسينات في الإجراءات والتقنيات وتبسيط الإجراءات وتخفيض الرسوم نظراً للإقبال.. "أسواق الخير" باللاذقية تستمر بعروضها "التوعية وتمكين الذات" خطوة نحو حياة أفضل للسّيدات تساؤلات بالجملة حول فرض الرسوم الجمركية الأمريكية الخوذ البيضاء: 453 منطقة ملوثة بمخلّفات خطرة في سوريا تراكم القمامة في حي الوحدة بجرمانا يثير المخاوف من الأمراض والأوبئة رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني سوريا تواجه شبكة معقدة من الضغوط الداخلية والخارجية "اليونيسيف": إغلاق 21 مركزاً صحياً في غزة نتيجة العدوان "ايكونوميست": سياسات ترامب الهوجاء تعصف بالاقتصاد العالمي وقفة احتجاجية في تونس تنديداً بالاعتداءات على غزة وسوريا واليمن