زمن العربدة ولى

 

ما الذي يمنع رئيس الولايات المتحدة من شن عدوان على إيران رداً على إسقاط طهران طائرة التجسس الأمريكية فوق مياه الخليج في منطقة هرمز؟ وهل ما أعلنه ترامب على تويتر بتراجعه عن شن العدوان تفادياً لوقوع ضحايا صحيح؟ أم هي مجرد محاولة لتحويل هزيمته المعنوية أمام إرادة الإيرانيين إلى بطولة وهمية؟
لاشك أن واشنطن تمتلك ذراعا تدميرية بعيدة المدى عبر أساطيلها وأدواتها ما يجعلها قادرة على توجيه ضربات موجعة لخصومها السياسيين في العالم من دول وحكومات، وهي استخدمت عبر العقود الماضية هذه القدرة لترويض خصومها بشكل مباشر عبر شن الحروب وبشكل غير مباشر عبر أدواتها.
لكن هذه القوة بدأت تتآكل مع صعود قوى إقليمية بارزة أثبتت قدرتها على لي الذراع الأمريكية في أكثر من ساحة في العالم، وكان انسحاب القوات الأمريكية من العراق تظهير لحوامل القوة الجديدة في العالم والانكفاء العسكري الأمريكي.
وصل الصدام الأمريكي مع كوريا الديمقراطية إلى حافة الحرب وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يحمل الزر النووي في حقيبة معه أينما تنقل في العالم، لكنه في النهاية عاد إلى طاولة الحوار مع القيادة الكورية مرغماً أمام إرادة قوة عسكرية لايمكن التهاون بها.
اليوم يصل الأمر حد الصدام العسكري مع ايران بعدما اسقطت طائرة تجسس أمريكية متطورة جداً في أجواء خليج هرمز، تصر واشنطن أنها أسقطت فوق المياه الدولية في حين تؤكد طهران أنها اخترقت المجال الجوي الإيراني وعرضت حطام الطائرة الذي جمعته من مياهها الإقليمية.
ورغم إصرار واشنطن أنها لم تخترق الأجواء الإيرانية إلا أن لهجتها التصعيدية تراجعت، بل ربما تلاشت مع تصريحات رسمية تقول إن واشنطن لاتريد الحرب مع طهران، لتتأكد من جديد نظرية تآكل القدرة العسكرية الأمريكية وتنامي القوة والإرادة لدى دول إقليمية فاعلة.
الصحافة الأمريكية قرأت تراجع الرئيس الأمريكي عن قراره بالعدوان على ايران بأنه رسالة سلبية لحلفاء واشنطن في المنطقة والعالم بأن خياراتها باتت محدودة وقدرتها على التأثير في العالم لم تعد كما كانت الأمر الذي يهدد صورة الولايات المتحدة ومستقبلها.
لاشك أن ثقة إيران بحقها في الدفاع عن سيادتها وبقدرتها على رد العدوان كان كفيلاً بردع ترامب وحاشيته، وكما كانت واشنطن عاجزة أمام كوريا الديمقراطية ظهرت أمام سورية أيضاً التي لولا صمودها وكسرها موجة الإرهاب الممول أمريكيا لما قامت للعرب قائمة بعد اليوم..
الرسالة فهمها ترامب واتباعه.. أن زمن التبجح وممارسة العربدة السياسية والعسكرية قد ولى. وما على الدول العربية سوى أن تفهم الرسالة أيضاً.

عبد الرحيم أحمد
التاريخ: الأربعاء 26-6-2019
رقم العدد : 17009

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا