لعبة الفوضى الهدامة في المنطقة هي السياسة الوحيدة التي تنتهجها الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات ظناً منها أنها تخدم مصالحها، دون أن تدرك أن هذه السياسة، التي تسميها (خلاقة)، تنسف الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وأيضاً تضرب لها مصالحها.
اليوم تغوص هذه السياسة الفاشلة في أعماق المتاهة التي وضعت نفسها في عنق زجاجتها، ففي قضية الصراع العربي الإسرائيلي تحاول فرض سبل بديلة للتسوية بعيداً عن إقامة دولة فلسطينية مستقلة، وبعيداً عن حل الدولتين وإعادة حقوق الشعب الفلسطيني وأولها حق العودة.
كأن القضية لدى واشنطن صفقة تجارية وليست حقوق شعب مغتصب، فتجهد نفسها في مؤتمر البحرين ثم في ورشة البحرين لإنجاز ما تسميه صفقة القرن، أو بمعنى أوضح تصفية القضية الفلسطينية، ودس سموم الاقتصاد الأميركية بعسل السلام المزعوم، والأمر ذاته ينطبق على سياستها التصعيدية في الخليج العربي الآن لإشعاله بحروب جديدة تدر لها آلاف المليارات من الدولارات من خزائن المشيخات المفتوحة على مصراعيها.
في سورية تتابع نهجها الاستعماري التدميري تحت مزاعم محاربة الإرهاب المزعوم، والحفاظ على أمن أدواتها في الجزيرة السورية كميليشيا (قسد) التي تستقوي بوجود قواتها الغازية، وترتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين العائدين إلى الباغوز بعد أن تم تدميرها من قبل التحالف الأميركي بحجة قصف تنظيم داعش المتطرف.
تغطي على هذه الميليشيات الانفصالية التي تستمر في حرق مئات آلاف الهكتارات من محصول القمح الاستراتيجي وتضرب الأمن والاستقرار في الجزيرة، لتحقيق أجنداتها الانفصالية بعد تهجير الكثير من مكونات الشعب السوري، تدمر هي ومعها قوات أميركا الغازية المدن والقرى بحجة محاربة داعش المتطرف، وهي نفس الذريعة التي تسترت أميركا خلفها عندما دمرت الرقة بشكل همجي.
تواصل هي ونظام أردوغان دعم مرتزقة النصرة وأشباهها في إدلب وتبحث عن مخرج ينجيها من ضربات الجيش العربي السوري الذي يرد رداً قوياً على خروقاتها.
تلهث لتطمين الكيان الإسرائيلي على أمنه المزعوم، فتكرر سياسات العدوان والانحياز الأميركي الكامل لهذا الكيان الغاصب ودعم جرائمه، ومحاولة شرعنة مستوطناته وتبييض احتلاله للأراضي العربية، مرة بتسهيل عدوانه المباشر ومرة بمنحه السيادة المزعومة على الجولان والقدس المحتلين، إنها تمارس كل هذه العدوانية دون أن تدرك أن إرادة شعوب المنطقة أقوى من كل غطرستها.
كتب أحمد حمادة
التاريخ: الخميس 27-6-2019
رقم العدد : 17010