يسعى المهرولون إلى حضني أميركا والكيان الصهيوني لإلهاء الشعب الفلسطيني بالفتات، على حساب الشتات وتصفية القضية، وجعلها نسياً منسياً بعد عقود من النضال والكفاح لإعادة الشعب المنكوب إلى دياره وأراضيه وتحقيق حلمه في العودة.
المروجون لما يسمى بصفقة القرن خلال الورشة التي أقيمت في البحرين رفعوا سقف الطموحات عبر المبالغ الضخمة التي يتم الإعلان عنها من أجل صرفها على مشاريع» التنمية» المزعومة، بينما حقيقتها مخطط تصفية وبيع، غير مدركين أن فلسطين ليست ملكاً لهم، وليست عقاراً يطرح في البازار، وغير قابلة للبيع أوالشراء، بغض النظر عما إذا كانت تلك الأرقام حقيقية، أو سيتم تقليصها إلى عشر العشر، لأن المزاودين يتكاثرون ويتناسلون ويتاجرون بدماء الفلسطينيين وحقوقهم، ومستمرون على هذا النهج بهدف إرضاء إسرائيل وحكامها، وأميركا وإدارتها التي تهين الأنظمة التابعة لها يوماً تلو الآخر، وتهدد بسحب أموالهم حتى تجف آبارهم وخزائنهم.
هذه الاجتماعات والورش وغيرها من مؤتمرات الخداع والغدر، بالتأكيد تعقّد حل القضية الفلسطينية وتزيد الطين بلّة، وتدفع إلى المزيد من الخسائر والتنازلات، لأن من يسعون للتطبيع مع الكيان الصهيوني، لا يهمهم ما يحصل عليه الفلسطينيون، لأنهم لا يفكرون بهم أصلاً، وما يهمهم فقط إقامة علاقات مع الاحتلال لا تشوبها الانتقادات والملاحظات، حيث يظنون بأن مجرد الاتفاق على ما يعرف الصفقة سوف ينهي الصراع العربي الإسرائيلي، وبالتالي سوف يصبح التطبيع أمراً عادياً.
حلّ القضية الفلسطينية يتمثّل بإنهاء الاحتلال، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني التي لا تباع ولا تخضع للابتزاز والمساومة، والفلسطينيون متمسكون بحقوقهم في استعادة أراضيهم ومقدساتهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وبالتالي فالورشة المذكورة ليست إلا إعادة إنتاج للوعود المشؤومة التي تسببت بضياع تلك الحقوق، وأعطت الضوء الأخضر للكيان الغاصب لاحتلال أراضي الغير بالقوة، بهدف التوسع والسيطرة.
الإدارة الأميركية ومنذ وصول ترامب إلى كرسي الحكم وهو يحاول تقزيم القضية برمتها، و تقييد الاقتصاد الفلسطيني بسلاسل إسرائيلية، وحرمانه من أي فرصة للازدهار كاقتصاد دولة مستقلة، وتمكين سلطات الاحتلال من الاستمرار بالاستيطان وسرقة الأرض والموارد والثروات الطبيعية، وهذا يؤكد حقيقة نيات ومواقف واشنطن المعادية للشعب الفلسطيني، ويكشف حجم التآمر العربي الرجعي على قضيتهم.
حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 27-6-2019
رقم العدد : 17010