يوقع كل فترة بالقلم الأسود العريض مستعرضاً توقيعه على شاشات التلفزة، كأي عارض يروج لبضاعته المضروبة، منذ دخل البيت الأبيض اعتبر أنه تسلم مفاتيح العالم يتحكم فيه على هواه، صدَّرَ قرارات استفزازية، القدس، الجولان.. حصار أحادي الجانب في انتهاك لحرمات الشعوب، وتسخير الغير لأرقامه ورعونته.
عمل على تبديل جبهة العدو بتحويل البوصلة من الصهيوني المحتل، من لم يبق مثيله في العالم، إلى إيران الحرة المستقلة، كعدو افتراضي، تبنى الصهيونية العالمية، ليحقق مآربها، ومصالحه في ذات الآن؛ الذي يزيد فيه من تصنيع صهيونية عربية.
يحلب أغزر أبقارها، ويزجها في حروب تغرزها في مستنقعات ضحلة تأخذ بها للتهلكة، لتحقيق الحلم الصهيوني، الدولة اليهودية، القوة الضاربة إقليمياً، يدور في فلكها كل دول سايكس بيكو، بتسهيل الصهاينة العرب، ما يدفن اسم فلسطين، ويقزّم الوجود العربي ويمحو آمالاً في وحدة الأمة، أو ما يشعر بأنها أمة واحدة.
على ماذا يعول ترامب ليحقق طموحات الصهيونية، هو يعتمد على الوحش البشري جون بولتون الذي يعلن أنه باستراتيجيته لا يوجد شيء اسمه الأمم المتحدة، أما المجتمع الدولي فهو كل تكتل تقيمه أميركا توجه فيه الأنظار لغاية ما قد تكون حرباً
بولتون يصرح سنخرج كل الجيوش الأجنبية من سورية، التي دخلت منذ عام 2011 والهدف الأول خروج إيران، يتحدث الرجل بثقة القادر على تحريك جيوش العالم وسياساته، لم يفرق هذا بين قوات دخلت احتلالية وأخرى دخلت بشرعية، وطلب.
الصهيونية العربية تسعى مع ترامب لتحقيق صفقة القرن، فرصة القرن حسب كوشنير، هي صفعة تهدف لتصفية دول المنطقة، ولبنان لضرب المقاومة، وجعلها قاعدة عسكرية خلفية للمنظمات الصهيونية، بعد عملية التهويد من البحر إلى النهر حاولوا تحطيم سورية لأنها الوحيدة التي ما زالت بوصلتها فلسطين، والتي أفشلت المشروع العدائي ضدها لتقسيمها، كذلك هدفها تهجير الفلسطينيين من فلسطين.
تمكين النصرة للبقاء على الأرض السورية، بدعم تركيا حاضنة الإرهاب تدريباً، ودعمها بالمال الصهيوعربي، لضرب محور المقاومة الذي يواجه حروباً تحاول إخراجنا من التاريخ، بقوة صموده الهائلة، التي أصبحت أساس المتغيرات الدولية.
ورشة الندامة في البحرين ترفع الستار عن التطبيع الخفي مع الكيان الصهيوني وفي غفلة من الحضور وبغبائهم المعهود، وانقيادهم للتوقيع على ما يملى عليهم من أميركا، يوقعون على صكوك نهاياتهم بين أوراق ملف موات القضية الفلسطينية.
في المقلب الآخر، لقاء أميركا وروسيا وممثلي الكيان الصهيوني في القدس، عينهم على سورية الوحيدة التي تصارع من أجل بقائها حرة مستقلة، الروسي لديه الركن السوري الذي جعله يسترجع قوته، يراد منه الضغط على إيران ذات القوة الغالبة.
الرعب الذي زرعته المقاومة في الداخل الإسرائيلي، جعل روسيا تدرك تماماً أن حلف المقاومة وإيران بالذات هو الظهير القوي لها، خاصة بظهور بعض من قوتها العسكرية بعد إسقاط الطائرة الأميركية، وتزايد قوتها بعودة أبنائها من الخارج
تلتقي أميركا مع روسيا مع أنها والصين العدو الاستراتيجي بالنسبة لها، وهذا تعززه نتائج مراكز الأبحاث الكبرى فيها. يجتمعون وكلاهما يدرك أبعاد الخلافات بينهما، وأميركا تعرف أن المقاومة هي الحليف الناجح على الساحة السورية مع روسيا.
البروباغندا التي ترافق ورشة العمالة والندامة في البحرين، ولقاء القدس، تسعى لتحطيم معنويات العرب، وزعزعة الثقة بالحليف الروسين والتقليل من قوة الحليف الإيراني، وتظهير استعباد الأميركي للأوربي من خلال الحلف الأطلسي.
ترامب يحاول إظهار أميركا بالمارد المسيطر، فهي تحتل تركيا عسكرياً وتتحكم باقتصادها، والتركي يحاول الإفلات؛ بالالتفات نحو الروسي في الـ إس400 مع أنها عضو في الناتو، وأميركا تخشى طريق الحرير، فتضغط على الصين.
العالم على صفيح ساخن، وإمكانية الحرب في المنطقة تتأرجح مع هذا المتهور الذي لا يُعْرَفْ له منطق واضح، أو على ماذا يستند ويعول، غير فكره الأرعن، لكنه بحسابات الأرقام التي يفهم خشي على المصالح الأميركية فوقف قرار ضرب إيران
هل إعلانه الاستغناء عن مضيق هرمز باكتفاء أميركا بنفطها بعد استخراج النفط الصخري، ولا يغيب عن أذهاننا أن ما كانت تستجره من نفط الخليج يحقن في آبار اصطناعية داخل أراضيها، بعد اكتفائها مما تستخدمه في الصناعة والزراعة.
أهو إعلان تهديدي أم احترازي أم استباقي للتمويه عن استبعاد ضربة لإيران، فرجل مثل ترامب يجافي المنطق كثيراً، خاصة بعد إعلانه للكونغرس أن من سبقه من الرؤساء خالفوا الكونغرس وقاموا بأعمال عسكرية حفاظاً على الأمن القومي.
شهناز صبحي فاكوش
التاريخ: الخميس 27-6-2019
رقم العدد : 17010