صندوق كوشنير والصندوق الفلسطيني!

 

 

 

 

عندما دخل الفلسطينيون في النفق المظلم الذي حفره لهم أجداد كوشنير الصهاينة البريطانيون قبل أكثر من مئة سنة، لم يكن الأمر رغبة منهم، ولكن المؤامرة الصهيونية العالمية التي كانت تحاك في العواصم الأوروبية الاستعمارية آنذاك، هي التي حاصرتهم من كل الاتجاهات ليكونوا ضعفاء في مواجهة مخطط استعماري استيطاني عنصري، لم يعرف له التاريخ مثيلاً.
ورغم الضعف الاقتصادي والعسكري والسياسي أيضاً للفلسطينيين كل هذه العقود الطويلة، إلا أنهم كانوا دائماً أقوياء بإرادتهم ومقاومتهم للاحتلال الصهيوني، وفجروا ثورات وانتفاضات خلخلت أركان الاحتلال في عدة مراحل، وواجهت عين المقاومة الفلسطينية مخرز آلة القتل الإسرائيلية، ولم تغرها يوماً رؤية كل أموال «البترودولار» المنثورة بيد أعراب الخليج ابتهاجاً وسروراً بانتهاك شرف العرب والمسلمين المسجد الأقصى وحاضنته القدس الشريف.
اليوم وبعد قرن من الزمن على مواجهة الفلسطينيين ومعهم محور المقاومة، ممن لم يفرطوا بفلسطين ولا بجميع الأراضي العربية التي احتلها الكيان الصهيوني بالتعاون مع شركائه الأميركيين والأوروبيين خلال حروبه العدوانية الماضية، أو التي استولى عليها المستوطنون الزراعيون قبل تأسيس كيان الاحتلال بفترة طويلة، يطل علينا المرتزق ترامب وجوقته وفي عقر دار المرتزق من أموال شعوبهم، وفي جعبته 50 مليار دولار تُقدم معظمها أنظمة الخليج، في محاولة منه لإغراء الفلسطينيين كونه تاجر وخبير بالبيع والشراء.
ومن السهل أن يجلس كل الذين اجتمعوا في «ورشة البحرين» المذلة كشهود زور، ومن السهل عليهم أيضاً أن يقدموا خطابات منمقة ومناقشات يعتقدون أنها ستجلب لهم دعماً لطمس القضية الفلسطينية، ولكن من الصعب جداً، بل من المستحيل على أي كان، أن يسلب شعباً حقوقه وإرادته وعزته وكرامته، والتي تعد الأرض أسها وأساسها.
وعليه.. نقول لمهندس «خطيئة القرن» صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر: إن الشعوب لديها صناديقها المملوءة بالتجارب والمثل والأفكار والمبادئ وغيرها الكثير، وقبل كل ذلك إرادتها وتصميمها بمقاومة الاحتلال الصهيوني الإرهابي حتى تحرير آخر شبر مغتصب، ونؤكد له أن الصندوق الذي يطالب الفلسطينيين أن يفكروا من خارجه، لا يتطابق مع صندوقهم ومبادئهم.

راغب العطيه

التاريخ: الخميس 27-6-2019
رقم العدد : 17010

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها