الجناح المكسور

 

 

 

ليست هي المرة الأولى التي تجتمع فيها مع اتحادات الغرف والفعاليات الاقتصادية الخاصة لتكرار ديباجة أن هذا القطاع شريك أساسي في بناء الاقتصاد الوطني وعليه تحمل مسؤولياته والتكامل مع الجهود الحكومية للوصول لرؤية أو استراتيجية سموها ما شئتم تسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية ودعم العملية الإنتاجية بكل مراحلها.
وبعد سلسلة لقاءات جمعت الطرفين وغالباً ما وصفت بالنوعية كان سقف التوقعات لدى المواطن وكل المهتمين والغيارى على مصلحة الوطن يرتفع ويمني النفس بإجراءات وقرارات استثنائية تفرضها الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها البلد وتتطلب من الجميع أن يكونوا على قدر المسؤولية ومستوى التحديات الكبيرة والتي تتفاقم يوماً بعد آخر منذرة بعواقب غير سارة على الجميع بحال استمرار العمل بسياسة المصلحة الفردية واستغلال ظرف البلد -ولا سيما من قبل الجناح الآخر للقطاع الوطني ونعني هنا طبعاً القطاع الخاص- لاقتناص الفرص وتحقيق مكاسب حتى لو على حساب الناس وأوجعهم ومعاناتهم واستمرار التراجع والتردي الاقتصادي والمعيشي الذي لطالما كان في مرمى وهدف الإرهاب ومن يقف خلفه.
ولعل استحضار بعض الصور أو المشاهد الكثيرة وفي مختلف القطاعات ومجالات عمل القطاع الخاص والتي تركت أثرها السلبي الكبير على الواقع الاقتصادي والنقدي والمعيشي جراء مراحل الجشع والاستغلال المتقدمة التي وصل إليها البعض في طريق جني الأرباح والنق المتواصل على أصحاب القرار بالمطالب ومنح المزيد من المزايا والعطاءات لهم فقط لأن البلد احتاج بمرحلة ما لجهدهم كي يسهموا في تأمين بعض احتياجاته فتجلت حالة الاستغلال بأقبح صورها وما حصل ويحصل بين فترة وأخرى في سوق الصرف والاستجابة الفورية لها في أسواق السلع والمواد على اختلاف أنواعها ارتفاعاً وقفزات جنونية بالأسعار وتدني نوعية وجودة المنتجات والبضائع المحلية التي تحظى بالدعم والاهتمام وارتفاع تكاليف الإنتاج بشكل مبالغ فيه خير شاهد على أن القطاع الخاص كان ولا يزال يعمل بعقلية الأخذ ويبتعد بمراحل عن مرحلة العطاء والاكتفاء بالربح القليل أقله حتى تدخل البلد بمرحلة الانتعاش وتجاوز التحديات القائمة.
لذلك فإن لقاء رئيس الحكومة الأخير مع اتحادات الغرف ورغم اللهجة الشديدة التي استخدمت وكأنها توحي بأن الوقت قد نفذ أمام مماطلة أغلبية القائمين على الاتحادات والقطاع الخاص لن يحيد عن نهج الاجتماعات السابقة إذا لم يقترن بمتابعة وإجراءات جدية وفاعلة وعملية يتخذها الطرف الآخر بأقرب وقت دون أن يخلي ذلك الطرف الحكومي من مسؤولياته تجاه هذا الملف وغيره من الملفات التي لا تزال معالجاتها قاصرة على أهميتها.

هناء ديب

التاريخ: الخميس 27-6-2019
رقم العدد : 17010

آخر الأخبار
دمشق تحتفي بأطباء الحرية وذاكرة لا تموت  الدبلوماسية السورية.. من التبعية والعداء إلى الاستقلالية والانفتاح   "صوت السلام" فعالية مجتمعية في طرطوس تشعل الفرح وتزرع الأمل   صحة المرأة في مواجهة سرطان الثدي: الوعي والدعم مفتاحا النجاة    الشيباني: الدبلوماسية السورية متوازنة ومنفتحة على الحوار والتعاون  سوريا تنضم إلى "بُنى".. انطلاقة جديدة لتعزيز  التعاون المالي الإقليمي والدولي  زيارة وزيري الاقتصاد والمالية إلى واشنطن..  تعزيز الشراكة وكسر العزلة  لجان وآليات لدفع التعاون بين الجمعيات الخيرية نحو آفاق من التأثير  الفضة مقابل الذهب..هل يمكن ضمان نفس مستوى الأمان؟    تأهيل 750 مدرسة وترميم 850 أخرى ووعود بتأمين مقعد دراسي لكل طالب   فريق الهلال الأحمر الجوال  بالقنيطرة.. خدمات طبية للمجتمعات المحلية   تكاتف سكان "غنيري" ..استعادة لبعض الخدمات وحاجة للاهتمام   إعادة الممتلكات ..تصحيح الظلم وبناء عقد اجتماعي شفاف ومتساو    انطلاق أول معرض للتحول الرقمي بمشاركة 80 شركة عالمية  ضحايا ومصابون بحادثي سير على أتوستراد درعا- دمشق وزير الاقتصاد يلتقي ممثلين عن كبرى الشركات في واشنطن التحويل الجامعي.. تفاصيل هامة وتوضيحات  شاملة لكل الطلاب زيادة مرتقبة في إنتاج البيض والفروج أول ظهور لميسي مع برشلونة… 21 عاماً من الإنجازات المذهلة  بيلوفسكي الفائز بسباق أرامكو للفورمولا (4)