من متطلبات الحاجة إليها بدت الخطوة التي اتخذتها بعض المحافظات مع انطلاق امتحانات الشهادات العامة لدورة العام الحالي في تخصيص عدد من باصات النقل الداخلي لنقل الطلاب وأهاليهم من قرى بعض أرياف المحافظة إلى المدينة حيث مراكز الامتحانات بمسارات مختلفة لتشمل العديد من المناطق خطوة مهمة للغاية.
إذ بدا هذا الإجراء جديدا من نوعه وعلى غير العادة في السنوات السابقة لأداء امتحانات الشهادات، بالرغم من الكثير من الصعوبات التي تواجه حركة النقل والتنقل من الأرياف إلى المدن والتي تعاني منها مختلف المحافظات، وخاصة أوقات ذروة الازدحام الصباحية أو بعد الظهر وحتى الفترة المسائية التي تنعدم فيها وسائل النقل للعديد من الأرياف خاصة البعيدة منها.
ذلك كله يفاقم في المعاناة ويسهم في تحكم بعض وسائل النقل الخاصة كالتاكسي أو السرفيس على خطوط أخرى بحاجة المواطن للوصول لمقصده، وبالتالي مقابل هذا الوصول هو معرض لمزيد من الاستغلال وفرض الأجرة المرتفعة عليه والمزاجية التي باتت سمة عامة لكثير من السائقين.
واللافت في أزمة النقل والتنقل التي تزداد سوءاً يوماً بعد آخر أن الجهات المعنية تعي وتدرك مجمل الصعوبات والاختناقات التي تواجه موضوع النقل ومشاكل وسائله سواء العام منها أم الخاص دون الوصول إلى أي حلول حتى لو مؤقتة تخفف من المعاناة الدائمة أو من الآثار السلبية لهذه المشكلة، حتى مع الكثير من الوعود التي تطلق بين الحين والآخر لحل هذه الأزمة.
فأين دور الجهات المعنية بالنقل وخاصة مع ما نسمعه بين وقت وآخر عن استقدام باصات جديدة للنقل الداخلي للعديد من المحافظات ومنها دمشق وريفها واللاذقية وحمص ودرعا والسويداء ولاحقاً حماة وطرطوس؟ ولماذا ينحصر تخصيص باصات النقل الداخلي ضمن فترة ما كالامتحانات مثلاً؟.
ومادام إجراء التدخل وتسيير باصات نقل إضافية لنقل المواطنين والتخفيف من أزمة النقل لاقى بعضاً من الصدى الإيجابي فلماذا لاتستمر شركات النقل الداخلي في هذا الإجراء ولاسيما على بعض خطوط النقل التي تتطلب وتستدعي الحاجة فيها إلى وجود باصات نقل بما فيها القريبة والبعيدة عن المدينة والتي تشهد ازدحاماً في فترات محددة دون أخرى ويتم تحديد هذه الباصات بالتنسيق والعمل مع الوحدات الإدارية المختلفة في جميع المحافظات مما قد يترك بعض الصدى المقبول في مشكلة يبدو أنها كانت وستبقى عصية على الحل.
مريم إبراهيم
التاريخ: الخميس 27-6-2019
رقم العدد : 17010