ملتقى الإعلام المقاوم يطالب بفضح وتعرية كل من يعمل على تمرير المؤامرة:«صفقة القرن» الأخطر منذ وعد بلفور.. ورفضها واجب أخلاقي ووطني وقومي وديني

 

أكد المشاركون في الملتقى الذي أقيم تحت عنوان «الإعلام المقاوم في مواجهة صفقة القرن» على مدرج دار البعث بدمشق أمس أن «صفقة القرن» تمثل أقصى أشكال الانحطاط السياسي والسقوط الأخلاقي على مستوى النظام الرسمي العربي المشارك فيها وهي الأخطر على القضية الفلسطينية منذ «وعد بلفور».
وأشار المشاركون في الملتقى الذي نظمته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «القيادة العامة إلى أن «صفقة القرن» ترمي إلى شطب وإلغاء وجود الشعب الفلسطيني وتحويل النكبة الفلسطينية من قضية سياسية عادلة إلى قضية أناس بائسين يتم حلها بحفنة من الدولارات.
وأوضحوا أن أي مؤتمرات أو ورشات عمل اقتصادية أو اجتماعية أو فكرية تدور في فلك ما تسمى «صفقة القرن» هي لقاءات خيانية ورفضها واجب أخلاقي ووطني وقومي وديني مطالبين الأقلام الشريفة وكل من يعمل في حقل الفكر والإعلام والفنون بالعمل على فضح وتعرية كل الأنظمة والهيئات والمؤسسات والأفراد والذين يعملون في العلن والسر من أجل تمرير صفقة العار.
ودعا المشاركون إلى برنامج عمل جاد لنهضة قوى التحرر العربية وفي طليعتها حركة التحرر الوطني الفلسطيني وأن يكون الكفاح المسلح وسيلة نضالها مع نبذ القوى التي راهنت على المفاوضات هذا الخيار الذليل مؤكدين ضرورة التزام القوى السياسية وفصائل المقاومة والهيئات الشعبية ببرنامج وطني وقومي تحرري وتنفيذه عبر آليات عمل تستلهم من انتصارات محور المقاومة.
وفي كلمة له أكد رئيس اتحاد الصحفيين موسى عبد النور وجوب وضع المبادئ والأسس لترسيخ نهج المقاومة عبر خطة وطنية قومية تبدأ من التربية في المنزل، مشيرا إلى أن المقاومة هي العنوان والشعار والطريق لاستعادة الأرض والحقوق.
ولفت عبد النور إلى ضرورة تعزيز المقاومة الإعلامية الأمر الذي يتطلب من الإعلاميين اليوم الاستجابة لمتطلبات المرحلة في عالم بدأت خطواته تتسارع نحو أشكال إعلامية جديدة حتى غدا الاستعمار الالكتروني هو الاستعمار الجديد للشعوب.
بدوره أشار أنور رجا المسؤول الإعلامي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة إلى ضرورة اتخاذ مواقف حاسمة جذرية تجاه القضية الفلسطينية وتجديد الخطاب الموجه للجماهير العربية والقيام بفعل يجعلها تسير في شارع واحد وراء من يسعى بشكل عملي إلى تحرير فلسطين بالعمل المقاوم وليس فقط بالخطابات لتبقى فلسطين جوهر الأمة العربية ومركز إشعاعها.
الخبير العسكري والاستراتيجي العميد تركي الحسن الباحث في مركز دمشق للأبحاث والدراسات «مداد» رأى أن «صفقة القرن» لا تتعلق بالقضية الفلسطينية فقط وإنما بالمنطقة ككل معتبرا أن سورية وفلسطين جسد واحد والتاريخ يشهد على ذلك حيث كان السوريون منذ الانطلاقة الأولى للثورة الفلسطينية في طليعة من يقاتل من أجل فلسطين.
الباحث التونسي توفيق المديني أكد أن «صفقة القرن» هي نتاج سياسات توالت على المنطقة العربية وهناك العديد من الأنظمة العربية والحكومة الفلسطينية المنحرفة عن نهج التحرير يتحملون مسؤولية تاريخية فيما آلت إليه الأمور، لافتا إلى أنه على المقاومة أن ترتكز على الفكر والثقافة مع العودة للاستثمار في المشروع القومي الديمقراطي العربي الذي يؤمن بنهج التحرير لكل الأرض السليبة وفي طليعتها فلسطين.
الدكتور عصام السعدي عضو قيادة لجنة المتابعة الوطنية للحراك الشعبي الأردني ومدير مركز المشرق للدراسات الجيوسياسية أكد أن الحراك الأردني الموحد يد واحدة لتحرير فلسطين والمقاومة لدحر «صفقة القرن» داعيا الإعلام المقاوم إلى استرداد اعتبار الهوية والمشروع القومي العربي واللحمة الكفاحية النضالية للشعوب.
حضر الملتقى الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية-سورية وعدد من قادة وممثلي فصائل المقاومة الفلسطينية بدمشق وحشد من الباحثين والسياسيين والإعلاميين والمثقفين الفلسطينيين والسوريين.

المشاركون لـ «الثورة»: المقاومة الخيار
الأنجع للتصدي لمخططات الأعداء

وفي لقاءات لـ «الثورة» أكد المشاركون على ضرورة توحيد قوى المقاومة للتصدي لصفقة القرن، ولكل المشاريع المشبوهة التي تستهدف المنطقة، مشيرين إلى أن انعقاد هذا الملتقى في دمشق يأتي كواحد من عناصر الرد الإعلامي المقاوم على الإعلام المتخاذل الذي باع نفسه ووطنه لقاء دراهم معدودة، وهو في وطنه من الزاهدين .
أنور رجا القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة أكد أن سورية صنعت مجد وقيم هذه الأمة بعزيمة وصمود شعبها وجيشها وقائدها, مشيرا إلى أنه في دمشق تكتمل دائرة الفعل والموقف والمنطق المبني على اللغة الحاسمة التي تشكل مجالا لتذكير الوعي, اللغة التي لا تتلون ولا تتبدل, وبالتالي تأتي أهمية هذا الملتقى ليتحدث بشفافية وبشكل منطقي وحاسم ويعبر عن ما هو مطلوب.
وفيما يخص صفقة القرن أشار رجا إلى أنها ليست وليدة اللحظة, وعن كيفية مواجهتها قال: إن المواجهة لاتكون بالخطابة والبلاغة أو الجمل الإنشائية أو بتسعير الغضب, المطلوب تطوير الأدوات وبنفس الوقت المطلوب من صناع الرأي ألا يجاملوا وأن يتحدثوا عن مسؤولية كل فرد منا وكل مؤسسة وكل حزب و جهة في ما حصل, لأننا لايمكن أن نواجه أي مخاطر إلا باعتمادنا على ذاتنا.
بدوره أكد الكاتب والباحث العربي التونسي توفيق المديني أن « ورشة البحرين» فشلت فشلا ذريعا, وهذا الفشل يعود إلى تضافر جهود كل القوى الفلسطينية سواء على المستوى الرسمي أم على المستوى المعارض وكذلك القوى العربية لا سيما الشعبية منها والسياسية والنقابية التي أجمعت على رفض صفقة القرن التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وأضاف: لا اعتقد أن أي مواطن عربي شريف يقبل بذلك, نحن مجندون في سبيل الالتزام بخيار المقاومة.
وطالب الإعلام المقاوم في هذه المرحلة بفضح كل ما تأتي به صفقة القرن بما يتعلق بتصفية القضية الفلسطينية, وإنارة الرأي العام في كل المنطقة لأن هذه الصفقة بحد ذاتها سواء في شقيها الاقتصادي أم السياسي تشكل نكبة جديدة للأمة العربية.
من جهته أكد اللواء محمد عباس, الخبير العسكري والسياسي الاستراتيجي أن انعقاد هذا الملتقى في دمشق يأتي كواحد من عناصر الرد الإعلامي المقاوم على الإعلام المتخاذل الذي باع نفسه ووطنه لقاء دراهم معدودة, وهو في وطنه من الزاهدين .
وأكد عباس أن عناصر المقاومة واضحة من خلال إرادة المقاومة وتجذر هذه الثقافة في الانتصارات التي تحققت خلال السنوات الماضية والقدرة الوطنية للشعب السوري على الصمود والتمسك بالهوية ورفض الخضوع لمسألة الاستيلاء على الهوية وهي العنصرالأساسي في مسألة صفقة القرن.
وأضاف عباس: نحن بحاجة اليوم لأن يتوحد الإعلام المقاوم أكثر من أي وقت مضى، فثقافة المقاومة عندما تتوحد ويكون لديها منهج واضح وتحدد عناصر قوتها تستطيع أن تبلغ أهدافها، والإعلام المقاوم بحاجة إلى تمويل مقاوم، تمويل نظيف وشريف وليس تمويل مشبوه أومشتبه به.
رافع الساعدي عضو المكتب السياسي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة أكد أن الأعداء يرسمون مخططات منذ اكثر من قرن، تأخذ تسميات مختلفة يسعون من خلالها تخفيف الوطأة عن الخونة من خلال هذه التسميات, مشيرا الى ان ورشة البحرين تم تسميتها بالورشة تخفيفاً للتسمية، بينما هي مؤتمر اجرام بحق الأمة.
تحسين الحلبي الباحث في مركز دمشق للدراسات قال من جهته انه بعد ورشة البحرين يجب ان تستنفز كل الطاقات لإغلاق أي منفذ يمكن ان تنفذ اليه إسرائيل اقتصادا او تجارة او عملاً او مشاركة والذين شاركوا فيها لايمثلون شيئا، ولكننا نخشى ان يجذبوا اليهم مشاركين يمكن ان يؤثروا على الرغم من صعوبة ذلك.
وبيّن الحلبي ان المهمة المطلوبة الآن بعد هذه الورشة هو التنديد بكل من شارك ومقاطعته وهو اضعف الايمان لنثبت ان الشعب الفلسطيني قاطع كل من شارك في هذه الورشة.

دمشق-راغب العطية – سامر بوظة
التاريخ: الجمعة 28-6-2019
رقم العدد : 17011

آخر الأخبار
سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب اقتصاد محصول الحمضيات "لا معلق ولا مطلق" والوعود "خلبية" سوريا ولبنان تسعيان إلى تعزيز التعاون وتجاوز العقبات الماضية