عيدان ثقاب واشنطن

 

 

هو الغلو بالعنجهية وتورم الهيمنة بالذهنية الأميركية، ما نلمس ازدياده برفع حدة المجون الاستعراضي الذي تمارسه الإدارة الأميركية الحالية، وهي تنزع عنها كل قشور الإنسانية وحقوق الشعوب التي لطالما تاجرت إداراتها السابقة تحت شعاراتها تجارتها القذرة، لكنها في إدارة ترامب تظهر أكثر قبحاً وأشد فجوراً لتبدي على العلن سوءات إجرامها التي حاولت سابقاتها سترها وإخفاءها بحراكٍ أفعواني من تحت بساط الدبلوماسية.
ففي المشهد الأميركي الصارخ بفجوره، يرمي ترامب عيدان ثقابه في المنطقة من سورية إلى فلسطين واليمن وإيران، وفي كل بقعة ترفع فيها راية لمناهضة مشاريعه الاستعمارية، ومقاومة تمدد الورم التوسعي الصهيوني وينتظر اشتعال الحرائق على كل المساحة المستهدفة بالعداء الأميركي، وبكل ما يحكم أفعاله من جنون وطيش أحمق، يجلس على ناصية المشهد متلذذًاً بما اقترفت يداه من آثام وبلطجة عدوانية على خريطة المقاومة ويرمق إسرائيل بنظرة استدرار الرضا إنه كرمى لك سكبت كل زيوت الإرهاب وافتعلت الحروب وأقمت ولائم التطبيع في منامة كرامات وضمائر المؤتمرين وصفق المطبعون بكل امتهان وإذلال للقتلة المجرمين.
لا شيء يشبع جوع ترامب للمال، ولا شيء يضاهي شبقه لشفط ما في خزائن مشيخات النفط، إلا وده لمعشوقته الصهيونية التي لأجلها يمارس طقوس عربدته على الملأ، ويفرد مساحات إعلامية لتصريحاته الوقحة يشطب من خلالها حقوقا وينسف قوانين دولية ليشرعن احتلال غاصب للأراضي والمقدرات العربية، ولأجل ذلك يخرج كل ثعابين الإرهاب من جحورها على نغمة الانتقام، ويتمادى في كيل التهم الباطلة، وفرض حصار جائر على كل من لا ينساق وراء الرغبة الأميركية بالخراب ويرفض باستبسال بلطجتها.
من أخبر أحمق البيت الأبيض أن مشروعية حقوق الشعوب في أوطانها تتطلب اعترافاً أميركياً، ومن أدخل في رأس ذلك المتخم بغطرسة القوة أنه بجرة قلم يمحو تاريخ نضال الشعوب لاسترداد المحتل من أراضيها، ومن أوهمه أن بإمكانه فصل عرى ترابط جغرافية الدول، ومن هيأ له أن مقاومة الاحتلال تتطلب ترخيصاً وإذناً من واشنطن؟!.
مخطئ ذلك الأرعن الخارج من تحت العباءة الصهيونية قافزاً على خشبة التطبيع بالبحرين، وإن صفق له كل المنبطحين في المنامة وغيرها، فلا صكوك وهب الجولان للعدو الصهيوني شرعية، وإن ختمها بلعاب تسول رضا إسرائيل، ولا صفقة العار لتصفية القضية ستمر، ما دام بالمنطقة محور مقاوم قابض على جمرات الثوابت والحقوق.
لميس عودة

التاريخ: الجمعة 28-6-2019
رقم العدد : 17011

آخر الأخبار
وفد  "كوفيكس" الصينية يبحث سبل التعاون مع غرفة تجارة وصناعة درعا استراتيجيات القطاعات الاقتصادية في عهدة هيئة التخطيط والإحصاء  خبير قانوني : الاعتداءات الإسرائيلية خرق للقانون الدولي المهارة تنمي شخصية الأطفال وترتقي بهم  في تطورات تعرفة الكهرباء.. مقترحات لجمعية حماية المستهلك تراعي القدرة الشرائية ما أسباب التحول الخطير في النظام النووي الدولي؟ اعتراف سوريا بـ كوسوفو... بين الرد الصربي وحق تقرير المصير الشتاء أفضل من أي وقت آخر لمعالجة الأشجار المثمرة الشيباني: الشرع يزور واشنطن وسوريا ماضية بخطا واثقة نحو ترسيخ الاستقرار تلميحات أميركية لاتفاق نووي سلمي سعودي-أميركي بلاغات الاختطاف في سوريا.. الواقع يدحض الشائعات "الداخلية" تستعرض ما توصلت إليه لجنة التحقيق عن حالات خطف في الساحل "الزراعة" تزرع الأمل.. مشروع الغراس المثمرة يدعم التنمية الريفية "دير الزور 2040" خطة طموحة لتنمية المحافظة وتحقيق الاستدامة الاقتصادية الشيباني يبحث مع نظيره البحريني تعزيز العلاقات وآفاق التعاون المتسول من الحاجة إلى الإنتاج جلسة خاصة حول إعادة إعمار سوريا ضمن أعمال "الكومسيك" في إسطنبول  الدواء والمستشفيات محور شراكة سورية ليبية مرتقبة التحولات الإيجابية في سوريا تقلق الاحتلال وتدفعه للتوغل في أراضيها الأسباب والتحديات وراء الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا