في مرات كثيرة، يلفت الانتباه السلوك العنيف ولغة الشتائم المختلفة التي يتبادلها الأطفال واليافعون في الشارع والحديقة وقرب المدرسة، مساء أمس فتح أحد الأطفال سيلا من المسبّات والتهديدات والوعيد، استخدم فيها عبارات تنتقص من شخصه، ومن أمه وأهله، على يافع آخر كان بصحبته ثم انفصل عنه، ولم يوقف سيل مسباته حتى اختفى الطفل الآخر في مدخل البناء.
قبلها بأيام اجتمع ثلاثة أطفال على خلع باب الحديقة المجاورة، وكانت البلدية قد ركبته حديثا، ولم يقفوا عن الشد والضرب حتى انكسر الباب وانخلع، رغم استجدائي لهم بتركه وان هذه الحديقة لهم ليلعبوا بها، ولأمهاتهم كي تجلسن بها مساء.
تتكرر هذه المشاهد يوميا وفي أكثر من مكان، قد يقول البعض إنها آثار ما بعد الحرب، أو إنها جزء من طبيعة الطفولة، وان كان الاحتمالان صحيحين، لكن درجة العنف كبيرة ومنتشرة، ولها أيضا أسبابها داخل البيت، وبما يشغل اهتمام الأطفال، ومقدار الوقت الذي يقضيه الأبوان مع صغارهم والحديث معهم والإصغاء لهم بذات الوقت. فبعض الأطفال محاصرون بكل ما يدعوهم للعنف، من حديث الأهل عن تردي الحالة المعيشية، إلى ارتفاع الأسعار، الى سماع الموسيقا الرديئة والصاخبة، وغيرها الكثير.
يحتاج الأطفال اليوم إلى حملة موجهة، تدربهم على الحب والسلام، وهذا ليس مطلبا أفلاطونيا، إذ من حقهم أن يسمعوا موسيقا جميلة، ومن حقهم أهل هادئون، ويمكن للفرق التطوعية المنتشرة أن تنظم تلك الحملة، وأن تخرج الفرق الموسيقية المتوفرة من دار الأوبرا أو من المعاهد لتنتشر بالأحياء والضواحي مرة أو أكثر في الأسبوع تعزف للأطفال ألحانا راقية.
كما يمكن تنظيم ورشات عن بديل اللاعنف في التعامل وهذه متوفرة ولها برامج.
إن اطفالنا اليوم يحتاجون أكثر من أي وقت، لتفكيك أسباب التوتر والعنف من حياتهم اليومية، وإدخال الحب والسلام الى يومياتهم.
لينا ديوب
التاريخ: الجمعة 28-6-2019
رقم العدد : 17011