جل ما يحتاجه اليوم مواطن صمد وتحمل سنوات حرب قاسية قرارات تطمينية تترك في صميمه أثراً من الارتياح يسد ثغرات كبيرة تركها الواقع المعيشي الصعب، وهو من ناحيته اتخذ قراراً بأن لاشيء يثنيه عن مواجهة تلك الحرب أينما وجد سواء أكان داخل منزله أم في طريقه إلى العمل، والمسلم به حتماً على جبهات المعركة.
ولا يتوقع أحدنا أن أي استثمار أو مشروع يمكن له أن يسير في الاتجاه الصحيح أو يتكلل بالنجاح مالم يكن مقترباً وملامساً في مضمونه لحاجات شريحة ذوي الدخل المحدود، وهذا ليس مجرد رأي شخصي بل هو بنية تكوينية تميز بها بلدنا وساهمت إلى حد كبير في رسم معالم النصر على مساحات عريضة، وهذا يعني حاجة ماسة لقرارات صائبة تترجم الحاجات الفعلية للمواطن السوري وتؤكد له أنه سلك الطريق الصحيح.
ولعل الملفات عديدة إذا ماأردنا أن نذكرها ضمن هذا الإطار لكن ثمة أمور وقضايا هي الأهم، وفي مقدمتها الواقع المعيشي بما يحتويه من سكن وعمل ويشكل كلا البندين جزءاً من حالة الاستقرار التي يحتاجها في الوقت الراهن بلدنا أكثر من أي شيء آخر فإن وجود حالة من الاستقرار وليس المثالية في الواقع المعيشي للمواطن، فهي بحد ذاتها أداة مهمة لجذب الاستثمارات وانطلاقها سواء من قبل مستثمرين محليين أم غير محليين، وعادة ما يترقب المستثمر الحالة العامة وسير الحياة ومتطلبات السكان في مكان ما، وبعدها لن ينتظر أحداً أن يدعوه للاستثمار.
وهنا لايمكن ان نتغافل بأن ثمة مستثمرا ينتظر ويترقب المشهد السوري والحياة العامة واستقرارها وليس القرارات والقوانين فحسب، رغم أهميتها الكبيرة بالنسبة له، وفي المقابل ثمة شريحة من المواطنين ليست بقليلة مازالت تعيش حالات من القلق تجاه مستقبلها على صعيد السكن والعمل، وهي تنتظر قرارات شافية قريبة من همومها وفعل يترجم بتقديم الخدمات بالتساوي مع الأخذ بعين الاعتبار أن ثمة تمايزا في تقديم الخدمات بين منطقة نظامية وعشوائية وأيضاً التمايز موجود ضمن المنطقة العشوائية ذاتها، وهذا ينطبق على صعيد فرص العمل والدخل أيضاً.
رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 28-6-2019
رقم العدد : 17011
السمسرة..هي واحدة من أهم الصفات التي تمتاز بها الادارات الاميركية على تعاقب رؤسائها حتى باتت العنوان الاول لواشنطن في زمن رئيسها الحالي دونالد ترامب.. ذلك التاجر الذي أخذ على عاتقه الصعود الى قمة أوهامه على سلم الدماء والضغوطات الاقتصادية.
فالمتابع لتصرفات ترامب، يجد أنه لا يفقه سوى لغة المال والسمسرة بقضايا الشعوب العادلة.. فهو يسعى في كل مرة لتسويق مشهد معين عبر أياديه الخفية المزروعة على الارض ولاسيما في منطقة الشرق الاوسط عبر نغمات منطلقة من ابواقه الاعلامية، ما يطرح تساؤلات عن المشروع الذي سيتمخض عن تلك المنشورات والأفعال فيما بعد وإلى أي الدروب ستؤدي؟؟
قرارات أميركا بما هو مؤكد للقاصي والداني ليست قرارات ارتجالية فهي عندما تصدر أي قرار تكون قد فتشت ودخلت في عمق مكوناته وأبعاده ومقارباته لعشرات السنين .. وإذا ما كانت الاموال السعودية والنفط الخليجي حاضرة بقوة في كل مرة يحتاج بها ترامب لتحصيل مكسب ما، فإن بلوغ النتيجة المرجوة يغدو أسهل بكثير.
إذاً هو ما يحصل في الوقت الراهن عبر صفقات التجارة في منطقة الشرق الاوسط، سواء كانت تجارة دموية تقوم على القتل وسفك الدماء، أم تجارة اقتصادية تقوم على ضغوطات ممنهجة تستهدف الشعوب في لقمة عيشهم، ومقومات حياتهم.
في العموم ودون الدخول في التفاصيل فإن تصفية القضية الفلسطينية و دفع بعض الاعراب للتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني من بوابة الاقتصاد، وما يجري في سورية من حرب كونية مفروضة عليها، والضغوطات الاقتصادية الموجهة ضد الشعب الايراني، وغيرها الكثير كلها مكتوبة ضمن صفقات السمسرة الاميركية.. وهي كما بات معروف من الحساب السعودي الخليجي، وللحساب (الاسرائيلي)!!!
ادمون الشدايدة
التاريخ: الجمعة 28-6-2019
رقم العدد : 17011