السمسرة..هي واحدة من أهم الصفات التي تمتاز بها الادارات الاميركية على تعاقب رؤسائها حتى باتت العنوان الاول لواشنطن في زمن رئيسها الحالي دونالد ترامب.. ذلك التاجر الذي أخذ على عاتقه الصعود الى قمة أوهامه على سلم الدماء والضغوطات الاقتصادية.
فالمتابع لتصرفات ترامب، يجد أنه لا يفقه سوى لغة المال والسمسرة بقضايا الشعوب العادلة.. فهو يسعى في كل مرة لتسويق مشهد معين عبر أياديه الخفية المزروعة على الارض ولاسيما في منطقة الشرق الاوسط عبر نغمات منطلقة من ابواقه الاعلامية، ما يطرح تساؤلات عن المشروع الذي سيتمخض عن تلك المنشورات والأفعال فيما بعد وإلى أي الدروب ستؤدي؟؟
قرارات أميركا بما هو مؤكد للقاصي والداني ليست قرارات ارتجالية فهي عندما تصدر أي قرار تكون قد فتشت ودخلت في عمق مكوناته وأبعاده ومقارباته لعشرات السنين .. وإذا ما كانت الاموال السعودية والنفط الخليجي حاضرة بقوة في كل مرة يحتاج بها ترامب لتحصيل مكسب ما، فإن بلوغ النتيجة المرجوة يغدو أسهل بكثير.
إذاً هو ما يحصل في الوقت الراهن عبر صفقات التجارة في منطقة الشرق الاوسط، سواء كانت تجارة دموية تقوم على القتل وسفك الدماء، أم تجارة اقتصادية تقوم على ضغوطات ممنهجة تستهدف الشعوب في لقمة عيشهم، ومقومات حياتهم.
في العموم ودون الدخول في التفاصيل فإن تصفية القضية الفلسطينية و دفع بعض الاعراب للتطبيع العلني مع الكيان الصهيوني من بوابة الاقتصاد، وما يجري في سورية من حرب كونية مفروضة عليها، والضغوطات الاقتصادية الموجهة ضد الشعب الايراني، وغيرها الكثير كلها مكتوبة ضمن صفقات السمسرة الاميركية.. وهي كما بات معروف من الحساب السعودي الخليجي، وللحساب (الاسرائيلي)!!!
ادمون الشدايدة
التاريخ: الجمعة 28-6-2019
رقم العدد : 17011