شهدت الأيام القليلة الماضية اجتماعاً موسّعاً لبحث واقع السورية للتجارة وترسيخ دورها لتأمين احتياجات المواطنين من المواد الأساسية والتموينية والسلع الاستهلاكية بأسعار منافسة وجودة عالية ومواجهة التحديات والحصار الاقتصادي على الشعب السوري.. الاجتماع خلص إلى تشكيل لجنة حكومية موسعة لإعادة هيكلة المؤسسة السورية للتجارة وفق رؤية تطويرية لتكون حجر الزاوية في توفير وتوزيع المواد التموينية والسلع الاستهلاكية للمواطنين بالسعر والنوعية المناسبة والتدخل الإيجابي وضبط الأسواق السوق للتصدي لحالات الاحتكار التي تنعكس سلباً على معيشة المواطنين.. كما تم تخصيص 4 مليارات ليرة من حساب لجنة إعادة الإعمار لمصلحة المؤسسة السورية للتجارة لجهة التوسع الأفقي في صالاتها المنتشرة في المحافظات وزيادة منافذ البيع وإقامة نقاط بيع متنقلة لتتمكن من التدخل بشكل أكبر في الأسواق.
وتم الطلب من وزارة التجارة الداخلية التنسيق مع وزارة الصناعة لوضع آلية استثمار لكامل وحدات التبريد التابعة لوزارة الصناعة لمصلحة مؤسسة السورية للتجارة بما يدعم خطة تطوير عمل المؤسسة وتوسيع نشاطاتها عبر رفد أسطول النقل التابع للمؤسسة بسيارات إنتاجية وخدمية حديثة وإعادة تأهيل وصيانة الأسطول الحالي لتأمين نقل المواد إلى كل المحافظات، وتوزيعها على منافذ البيع أو البيع الجوال في المناطق التي لا يتوافر فيها منافذ تابعة للمؤسسة.
اليوم كل ما ذكر بالاجتماع مهم ولكنه غير مطمئن فهل من المعقول التفكير في إعادة هيكلية المؤسسة ولم يمضِ سوى عامان على قرار الدمج الذي شمل آنذاك ثلاث مؤسسات…؟ هناك رقم تم تداوله على هامش الاجتماع أكد أن خسارة السورية للتجارة العام الماضي، وصلت لحدّ كبير قدّر بعشرات المليارات من الليرات السورية وهو أمر خطير فالمرء والمتابع للواقع الاقتصادي يستطيع أن يقدّر ألّا تحقق السورية للتجارة الأرباح الباهظة خاصة مع دورها بالتدخل الإيجابي ونحن في أوقات حرب وأزمة ولكن أن يتحوّل الأمر لتحقيق خسارة تصل لعشرات المليارات من الليرات السورية هو أمر خطير ولا ينبغي السكوت عنه ولا بدّ أن يترافق بحملة تبريرية يكون فيها شرح مفصل وبالتفاصيل حول هذه المليارات أين ذهبت وكيف خسرتها المؤسسة التي أعدّ لها أن تكون قاطرة للتدخل الإيجابي وفي الوقت ذاته التجارة وتحقيق الأرباح.
باسل معلا
التاريخ: الجمعة 28-6-2019
رقم العدد : 17011