أبناء من ورق

نادرا ما كنت أراه .. هو مشغول دائما.. و إن حضر بجسده المنهك التواق للراحة والسكون ضمن دائرة صمتي المطبق وحركاتي الطفولية المقيدة لضمان راحته، يكون غالبا غائبا بروحه، كل شيء اهم مني حتى الجماد، ذرائعه وحججه لا تنتهي .. يظن أنني أحيا بالخبز.. وجسدي يحتفي بثياب تلاحق نمو قامتي.. وعقلي يتطور بتوجيهات عن بعد.. ويتوثب سلوكي تقويما بقريع وصفعات مقارنة ظالمة على صفحة روحي.. وانهمار غزير لألقاب محبطة.. لأكون أسيرا في قفص « فاشل.. غبي.. قليل أدب..».. كم هو بخيل بحبه واهتمامه ورعايته.. حتى بت أعاني جوعا عاطفيا.. وهو لا يدري!!
الآن أنا في قفص الاتهام وأصابع اللوم تطبق على رقبتي الغضة.. عتب مجتمعي شديد اللهجة يخنق روحي البريئة.. فأنا ذاك الحدث الذي خيب أملهم.. والمتهم بسوء الخلق وافتعال الأذى والانفلات من قيود مجتمع لم أتلقن أصولها في التعامل.. ولم أتعلم ضوابطها وأبعادها وحدودها المقدسة..
في حضرة آباء على ورق نفوس بسجل مدني، اختاروا بعناية أسماء جميلة لمواليدهم، ثم انصرفوا مضطرين نحو معركة الحياة القاسية، تم انتاج أبناء من ورق بات بعضهم في مهب رياح رفاق سوء، ليكونوا حاضنة بديلة لحضن أسري انشغل باللهاث وراء اللقمة، وغرق بنزاعات أسرية مدمرة نفسيا، فوجدوا مع «الشلة» التهليل والتمجيد لتصرفات خارجة عن المألوف، ومنفلتة من القيود المجتمعية والأخلاقية، هم أبطال واستثنائيون بعيون أقرانهم، وبعين المجتمع ما هم إلا قنابل موقوتة قابلة للانفجار في أي لحظة.
عطش نفسي وجوع عاطفي يرتوي من مياه آسنة ويلتهم بنهم من قمامة عفنة لمجتمع ، بينما الآباء مازال البعض منهم يجهل أن للتربية مناهج وأصولا، وأن الرعاية والاهتمام لا يقتصران على تلبية الاحتياجات الجسدية من طعام وكساء ، فبالحب يحيا أطفالنا وليس فقط بالخبز.

منال السماك
التاريخ: الأحد 30-6-2019
الرقم: 17012

آخر الأخبار
تعزيز الشراكة لتمكين المرأة السورية.. اجتماع رفيع المستوى بين وزارة الطوارئ وهيئة الأمم المتحدة للمر... مناقشة تعزيز الاستقرار وسيادة القانون بدرعا  "الأوقاف" تعيد "كندي دمشق"إلى المؤسسة العامة للسينما  سوريا و"الإيسيسكو" تبحثان التعاون العلمي وحماية التراث الثقافي في سوريا  الاقتصاد تسمح باستمرار استيراد الجلديات وفق شروط "فسحة أمل" بدرعا ترسم البسمة على وجوه الأطفال المهجرين   عشائر عرب السويداء:  نحن أصحاب الأرض و مكون أساسي في السويداء ولنا الحق بأي قرار يخص المحافظة  المبيدات الزراعية.. مخاطرها محتملة فهل تزول آثارها من الأغذية عند غسلها؟ "العقاري" على خُطا "التجاري" سباق في أسعار السلع مع استمرار تصاعد سعر الصرف "الموازي" النباتات العطرية .. بين متطلبات الازدهار وحاجة التسويق 566 طن حليب إنتاج مبقرة فديو باللاذقية.. والإنتاج بأعلى مستوياته أولمبي كرتنا يواصل تحضيراته بمعسكر خارجي ومواجهات ودية حل فعال للحد من مضاربات الصرافة.. مصرفي : ضبط السوق بتجسير الهوة بين السعرين رسمياً المواس باقٍ مع الشرطة الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يازجي .. تأكيد على ترسيخ أواصر المواطنة والتآخي شركات التأمين .. الكفاءة المفقودة  ! سامر العش لـ"الثورة": نحن أمام فرصة تاريخية لتفعيل حقيقي  للقطا... "ممر زنغزور".. وإعادة  رسم الخرائط في القوقاز الإنتاج الزراعي .. مشكلات "بالجملة " تبحث عن حلول  وتدخلات الحكومة خجولة ! أكرم عفيف لـ"الثورة": يحت... قبل خسارة صناعتنا.. كيف نستعيد أسواقنا التصديرية؟