يوقظ معرض الزهور بزمانه ومكانه الروح التي غدت عطشى لمن يرويها ببعض الهدوء والطمأنينة حتى تزهر مجددا وتثمر نقاء وصفاء وعطاء للحب والخير، وقد أيقظتها الورود بألوانها وعبقها وهندستها من غيبوبتها الطويلة وغيابها البعيد تاركة خلفها أجسادا خشبية بلا أرواح يحكمها الطمع والجشع والذوبان في المصالح الشخصية والفردية.
في وقته تماما جاء معرض الزهور الدولي في دورته الأربعين ليكون متنفسا ومتنزها ليس لأطفالنا فحسب بل للعائلة بشكل عام وليخرج أبناءنا من الروتين القاتل المتخم بالملل وعبارات الشكوى والتذمر، وخاصة في ظل ارتفاع أسعار الاشتراكات في الأندية والملاعب، وبالتالي فإن المعرض جاء ليفتح الأبواب التي أوصدها ارتفاع ثمن الاشتراكات التي سيطرت على النشاطات والألعاب الترفيهية من مسابح وأندية وفعاليات موسيقية وتعليمية والتي لا يمكن لأي رب أسرة تحملها خصوصا طبقة الموظفين والعاملين في الدولة.
المعرض يحمل رسائل السلام والمحبة والتسامح والحضارة من الشعب السوري إلى شعوب العالم أجمع وهو يستمر حتى العاشر من شهر تموز، ويتوزع على 55 جناحاً ويتضمن مجموعة من الفعاليات كمعارض الحرف التقليدية وشيوخ الكار ليصل العدد إلى عشر صناعات إضافة إلى مشاركات دولية واسعة تتوزع على خمسة عشر جناحا لتأتي مشاركتها هذا العام كظاهرة ثقافة وفنية تتيح للمشاركين التعرف على أنواع جديدة من الأزهار والنباتات، ويرافق المعرض عدد من النشاطات الفنية والترفيهية، حيث تشارك جمعية المسرح الحر بثلاث حفلات فنية، كما تشارك الجمعية السورية لعلاج سرطان الأطفال بحفل غناء كورال من التراث.
فردوس دياب
التاريخ: الأحد 30-6-2019
الرقم: 17012