يزهو الرئيس الأميركي ترامب بما يفعله، ظناً منه أنه فعلاً يقوم بعمل خلاق، يزهر توقيعه على العقوبات التي يوزعها هنا وهناك، وأن العالم كان بانتظار تحتفته الخربشية هذه، ناسياً أو متناسياً أنه بذلك الفعل – ترامب – يقوم بما هو أسوأ من الإرهاب الجسدي الظاهر للعيان، فقد يكون ضحايا عمل إرهابي عشرات، بل لنقل المئات من الأفراد، لكن العقوبات التي تطول الشجر والحجر والبشر، لا تقف عند حد من الحدود.
من يتذكر ما جرى في العراق، وهو مثال قريب وواقع الآن وللغد، فلم يكن الحصار الجائر أقل ضرراً من القصف والدمار، بل ترك آثاره على أجيال وأجيال، وما خلفه من تبعات لا يمكن أن تمحى بمئات السنين، الأمر نفسه على الدول التي تتباهى الولايات المتحد أنها تعاقبها، وهي في حقيقة الأمر ترتكب جرائم بل فظائع بحق الإنسانية، فهل حصار اليمن وكوبا وكوريا وسورية، والكثير مما في القائمة، هل هذا عمل باسم الامم المتحدة والإنسانية؟
هل يدعو للفخر والاعتزاز به كما تبدو ملامح من يفرضه، كيف يزهو بتوقيعه كأنه الطاووس، وثمة آلاف الأطفال يموتون في اليمن، كيف يتحدثون عن القيم الإنسانية وهم يدمرونها..
ومن ثم من الذي فوضهم أن يكونوا شرطي العالم، هل هي القوة الغاشمة، بالتأكيد: نعم، ولولا سطوة ووحشية قوتهم لما كان الأمر كذلك، وهنا تبدو ضرورة أن الأمم المتحدة فاعلة وقادرة على اتخاذ موقف ما، لا أن تبقى منصة لإطلاق التهديدات والوعيد.
الإرهاب ليس قتلاً مباشراً، فثمة قتل أشنع تقوم به الإدارة الأميركية، وهو الأسوأ على مرّ التاريخ.
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 30-6-2019
الرقم: 17012