العدوان الإسرائيلي الغادر على بعض مواقعنا في حمص ومحيط دمشق، والذي أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين، يأتي في سياق الاستراتيجية الصهيونية المعتمدة من قبل حكومة الاحتلال العدوانية تجاه سورية منذ بدء الأزمة وحتى يومنا، والتي تهدف إلى تحقيق جملة من الأجندات المشبوهة.
أول هذه الأهداف الصهيونية هو التناغم مع السياسات الأميركية في دعم التنظيمات الإرهابية المتطرفة التي تمثل أداة واشنطن في سورية لنشر الفوضى الهدامة، وتحقيق النزعات الانفصالية.
وقد رأينا كيف يتدخل الكيان الإسرائيلي الغاصب خلال السنتين الأخيرتين تحديداً لإنقاذ هذه التنظيمات الإرهابية المنهارة، فكلما تقدم الجيش العربي السوري في منطقة سورية ودحر الإرهاب فيها كان هذا الكيان الغاصب يعتدي بشكل مباشر على مواقعنا العسكرية والمدنية.
والأدلة أكثر من أن تحصى فحين تم تطهير كفرنبودة وبعض القرى في ريفي حماة وإدلب من رجس الإرهاب مؤخراً كان العدوان الإسرائيلي على تل الحارة، وقبله على القنيطرة، وكانت واشنطن تصفق له.
وثاني هذه الأهداف محاولة الانتقام من سورية بعد فشل ورشة البحرين في تمرير صفقة القرن المشبوهة التي ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية تحت عناوين براقة مثل الازدهار والتنمية.
وثالثها محاولة ترسيخ احتلال الجولان وشرعنة قرار ترامب حول منح السيادة الإسرائيلية المزعومة على الهضبة المحتلة ظناً من الكيان الإسرائيلي أن سياسات البلطجة والقوة قد تجعل السوريين يتنازلون عن حقوقهم.
لكن الذي لم تدركه حكومة الاحتلال أن السوريين مثلما صدوا العدوان وأسقطوا صواريخ العدو سيدحرون كل مخططاته المشبوهة، ومعها كل مخططات أميركا وأجنداتها الاستعمارية.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 3-7-2019
رقم العدد : 17015