بينما أنا جالس أمام منزلي والقلق رفيقي مع مزيج من التوتر من ضيق الحال والأحوال….. وإذ بجاري الثقيل «التّرّهي» يناديني من بعيد: سخنوا… لم أفهم عليه… إلا أنني وجدت نفسي مضطراً لدعوته….
وإذ به قادم ويداه خلف ظهره: شو «سخن»…؟ اعتقدت أنه يقصد الجو الحار… فقلت فعلاً الجو حار اليوم… والحرارة مرشحة للارتفاع غداً…
نظر إليّ «التّرّهي»… وما دخلني بالطقس والحرارة….!
شو الظاهر عم تتهرب…!!
رديت عليه» معاذ الله «…ولماذا التهرب…؟!!..
قال: ألم أطلب منك أن تسخن إبريق المتة …!!
المهم جارنا «التّرّهي» جلس على الكرسي… وأخذ يشرب المتة بطريقة استفزازية …وإذ بالدجاجة الوحيدة التي أربيها أخذت تصيح وتركض من غير اتجاه…
قال «التّرّهي»: الظاهر دجاجتك «باضت» …صرعتنا…
والله لو أن بيضتها من ذهب لم تكن لتفعل كل ذلك ويعلو صياحها حتى أسمعت القرية بكاملها وأردف: الظاهر هذه هدية الحكومة المدعومة لك ضمن سياستها بدعم المشاريع الأسرية الصغيرة….
ولأني قلق ..متوتر … رديت عليه بعصبية:
يا أخي أنا رضيان… ومبسوط ببيضة دجاجتي.. وبصياحها حتى ولو علا عباب السماء… المهم أنها باضت… ووراء صياحها فعل منتج وقيمة مضافة… وتابعت: أليس أفضل من معظم مسؤوليك الذين أتخمونا بالتصريحات والوعود الخلبية على مدى سنوات ..وع «الفاضي»..!! مع مئات الاجتماعات والتوصيات مع بروظة على شاشات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي..
ورغم أني أجزم أن جاري «التّرّهي» لم يفهم ما أقول إلاّ أنه هزّ برأسه وقال: «كلامك فيه زبدة»
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 3-7-2019
رقم العدد : 17015