لن أُنظِّر… وأتشاطر… على المخططين الاستراتيجيين في أروقة مؤسساتنا ووزاراتنا.. والذين يدركون (يجب أن يكون)… أن هناك مشاريع مهمة… وأخرى أكثر أهمية… وعليهم أن يختاروا المشاريع الأكثر أهمية بالنسبة للمواطن والاقتصاد الوطني… أما الأقل أهمية فيمكن تأجيلها وخاصة في المرحلة الحالية (ليست ملحة)…!!
مشكلة الصرف الصحي وشبكتها المهترئة (إن وجدت) في الساحل السوري تستدعي من الحكومة الاستنفار ودق ناقوس الخطر… وتأجيل كافة المشاريع واعتكافها بالمطلق على حل هذه المشكلة المستعصية والمؤرقة للمواطن والبيئة والمياه… وكذلك الاقتصاد القومي…
لا أدري إذا كان يعرف المخططون الاستراتيجيون لسياساتنا الخدمية والبيئية والاقتصادية أن المياه الجوفية والينابيع معظمها خارج الخدمة الآن نتيجة تغلغل مياه الصرف الصحي إليها وتلويثها…
كما أنني لا أدري إذا كانوا يعرفون أن هناك بلدات ومناطق غير مخدمة بشبكات الصرف الصحي…!!
ولا أدري أيضاً إذا كانوا على علم أنه حتى هذه اللحظة تستخدم البواري البيتونية النفوذة في تنفيذ شبكات الصرف الصحي..!!
إلاّ أنني أجزم أنهم على دراية ومعرفة أن مرض السرطان في تلك المنطقة نسبته عالية جداً…!!
فسد (الصوراني) الذي كلف المليارات وهو الذي أنشئ لأغراض (الشرب) هو اليوم خارج الخدمة بسبب تلوثه بمياه الصرف الصحي….؟!
هذه التجربة المرة لا أدري إذا كانت الحكومة اتعظت منها عندما قررت إحداث سد (البلوطة)
والذي سيكلف مليارات كثيرة… مع قطع أشجار معمرة مع أن المنطقة جبلية وليس هناك قيمة مضافة لأغراض الري…
والسؤال هنا: أليس الأجدى من الحكومة أن تعتمد مشروعاً متكاملاً للصرف الصحي وإنشاء محطات معالجة…؟!
أعتقد أن هذا المشروع يشكل تحدياً حقيقياً لجدية طرح المشاريع ومخططيها وحتى منفذيها…؟!
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 3-7-2019
رقم العدد : 17015