ليست حكاية كوميدية.. على العكس تماماً، لعلها أشد حالات فصول دراما التاريخ العالمي تراجيدية..؟!
الممثل الأميركي على المسرح العالمي يبدو في حالات كثيرة وكأنه يقدم فصلاً كوميدياً.. ويبذل جهداً في إضحاك جمهوره.. لكنها الكوميديا القائمة على زرع الخوف إلى درجة الرعب الكامل.. فيقف الجمهور الموجه له الحديث أشبه بالمشدوه.. يضحك وهو عاجز عن فهم ما يجري ولا يعرف ما الذي يضحكه.
لاحظ في هذا الإطار.. المشهد الكوميدي الذي قدمه الرئيس ترامب بخصوص محادثته مع الملك سلمان بن عبد العزيز..
سخر من الملك.. والسعودية وتبعاً لها الخليج كله.. سخر من المسلمين بما تعنيه لهم مكة وما تحويه حين قال: ليس في السعودية إلا المال؟!!.. هل سمعتم سعودياً واحداً يرد.. مسلم يذكر الرئيس الأميركي بالكعبة الشريفة وقبر النبي وتاريخ الجزيرة؟!
إنه الرعب..
الرئيس الساخر أذاع أمس بياناً حذر فيه إيران من عدم التقيد بشروط الاتفاق النووي.. الموقع من دول 5 + 1 والمختوم بختم الأمم المتحدة..؟! تصوروا المهزلة.. هو انسحب من الاتفاق غير عابئ.. بالاتفاق أو بالأمم المتحدة.. وساخر على وجه الخصوص من الشركاء الخمسة الآخرين الذين وقعوا معه بمقابل إيران الاتفاق..
الحكاية هي حكاية الرعب والجرأة .. وأن تتجرأ إيران فلا تقع في حالة الرعب التي تفرضها الولايات المتحدة على العالم.. فذاك هو ما يشغل أميركا.. وليس أبداً الرعب من أن تملك إيران السلاح النووي.. هي ليست أبداً قريبة من ذلك.. لكنها لا تريد أن تكون فريسة للرعب من أميركا وإسرائيل..
وتتعرض أوروبا بقوتها وخصوصيتها وتاريخها ودورها إلى حالة رعب لا تخفى على أحد..!! رعب أعجزها عن الالتزام بالاتفاق النووي الذي وقعت عليه وتبناه اتحادها العقاري حسب التقييم الأميركي مع إيران.. أوروبا أيضاً تريد التعامل مع الاتفاق عن طريق إدخال إيران في دوامة الرعب وليس عن طريق حماية الاتفاق من العدوان الأميركي.. وهي تستطيع.. لكنها عوضاً عن أي خطوة بهذا الاتجاه.. تفضل سحب إيران باتجاه حالة الرعب..
ترامب الكوميدي كما يظن البعض… يضع العالم في حالة تراجيدية..
فمن يجرؤ على التحدي..؟!
أسعد عبود
As.abboud@gmail.com
التاريخ: الأربعاء 3-7-2019
رقم العدد : 17015