لا تشعلي النار في كرم العنب
لا تطعني عمر غاو مبتدئ
تلك المساحة داكنة.. ملونة مثل حكاياك
سوداء كظن عطيل
وانت الطاعنة في تصفيف ذنوبك
تلجأ الشاعره ميلينا مطانيس عيسى في ديوانها الجديد (القلب لا يتسع إلا لنبي واحد) إلى نحت صورها بأسلوب مثير يتخذ اشكالا من الايماء والترميز الذي يترك أثرا في نفس المتلقي حيث تعتمد على تكثيف الصور واللقطات في رسم لوحتها الشعرية وشحنها بدفق وجداني عاطفي ذات دلالات عميقة ترخي بظلالها على القارئ تاركة له حرية اختيار تأويلاته التي تلامس حسه الجمالي.
تقول الشاعرة في قصيدتها:
عذرا يا شاردة ما من مأوى
الأمة الثكلى هي من تعطب هراء المبشرات
وتلملم الثوب بعد كل انكسار.
امرأتك يانيسان
مرتهل تقويمها.. تلعق نقمتك
وتطعن الفجر كلما ابتلعت يوسفها
تتألم الشاعرة لمصير أمتها وما ألت إليه أمورها بعد كل انتكاسة.. أمة اعتادت على اللطم وهي مستكينة خانعة.. لا تتعلم من الدروس والتجارب التي مرت بها.. ولولا النبض المقاوم الموجود في جزء بسيط من جسدها لكانت اليوم نسيا منسيا.
في قصيدتها (مونولوج خلف ستارة الهيكل)استعملت الشاعرة بعض التضمينات من وحي الانجيل المقدس تقول:
كم تمنيتم يوحنا
لأتكئ بعيدا عن الفجيعة.. وجرمك
وأعول على سماسرة الوطن
ما ضرلو حزفوا التيمن
من ذرية يواكيم
ألا ليت الشيطان يشيخ.. وتنضب القطعان
واستعملت تضمينات من وحي القرآن الكريم وهذا التضمين يضفي على الشعر جمالية ويشي أن الكاتبة واسعة الاطلاع والثقافة ومتمكنة من أدواتها.
ومضات شعرية ودفقات وجدانية أقرب إلى رسائل وفلاشات سريعة ميزتها الأساسية التركيز والايحاء وهذا ما يلبي الذائقة عند شريحة واسعة من قراء اليوم.. فالقارئ يميل إلى هذا النوع ويبعد عن المطولات.
تقول الشاعرة:
ضوضاؤك المالحة تبتلعني
تختن تراتيل حرمت من انشادها
ونخب باعة اقترعوا فوق ثوبك المخضوضر
وفي ومضة أخرى تقول:
اسط على نصف اللسان
تعشق ظهر المسرة
ذرني أيها الكونت
عاري فاض منك وتوارى
قصائد هذه المجموعة متعددة المواضيع متنوعة تعكس الحب.. الصخب.. الأمل.. الألم والتمرد على الواقع وتقدمها بأسلوب فيه شيء من مباغتة القارئ وشد انتباهه.
علاء الدين محمد
التاريخ: الخميس 4-7-2019
رقم العدد : 17016