مناورة أميركية جديدة في لعبة الانسحاب- وأنقرة مستاءة.. بعد غرقها بمستنقعات الشمال.. واشنطن تتعلق بقشة البدائل الأوروبية
بعد أن بدأت ملامح الانجاز الكبير للدولة السورية تترسخ بقوة وذلك باستعادة القسم الاكبر من الجغرافيا السورية واستكمال مسيرة التحرير لتطهير كل التراب السوري من رجس الارهاب ومشغليه، لا تزال واشنطن تسعى لدفع المشاهد أكثر نحو الفوضى الارهابية التي تريدها في الشمال ليبقى الشمال مشتعلاً ومنطلقا للارهاب.. وفي معرض الفعل قبل القول بات من المؤكد أن خيار أميركا العسكري لاستهداف الدولة السورية وصل إلى نهاية النفق واصطدم بالجدار المسدود، ما دفعهم للتحول إلى ما يسمى إستراتيجية البدائل.
فالولايات المتحدة الأميركية أكدت مسبقاً أنها تنوي إنشاء ما يسمى مشروع «المنطقة الآمنة» المزعومة هناك والذي يأتي ضمن السياسة التقسيمية التي ينتهجها الاحتلال الأميركي الموجود بشكل غير شرعي والذي يزعم انه قادر على سلخ المنطقة الشمالية تحت اي مسميات استعمارية او انفصالية عن الأراضي السورية.
وانطلاقا من ذلك قامت واشنطن بالإعلان على لسان مسؤوليها أنه سيتم تسليم «المنطقة» المزعومة لإدارة أوروبية، الأمر الذي استفز تركيا التي كانت ترغب بتولي إدارة هذا المشروع، في حين أن الدول الأوروبية أكدت أنها لم تعلن بعد عن موافقتها لإرسال قواتها إلى تلك المنطقة.
وفي جديد التطلعات الاميركية الاستعمارية طلب المسؤول الاميركي جيمس جيفري من ألمانيا إرسال قواتها البرية إلى سورية لتحل محل القوات الأميركية المحتلة التي قد تنسحب، بحسب المزاعم التي تطرحها الادارة الاميركية مراراً لكن دون تنفيذ، فهي ـ أي واشنطن ـ كانت قد تراجعت تدريجياً عن قرار الانسحاب المزعوم.. وهذا كان ولا يزال يعبر عن حقيقة واشنطن التي لا تلتزم بقراراتها، والأمثلة على ذلك كثيرة جداً لا تعد ولا تحصى.
ونقلت مصادر إعلامية عن جيفري قوله بأن واشنطن تنتظر من ألمانيا دعماً أكثر على صعيد القوات البرية.
الافعال الاميركية لطالما شكلت مصدر ازعاج لداعم الإرهابيين نظام أردوغان الذي يطمح لأن يحقق حلمه العثماني التوسعي انطلاقاً من بوابة «المنطقة الامنة»، الى أن وصل الامر الى اتهام انقرة لواشنطن بدعم الارهاب على خلفية ازدواجية قراراتها فيما يتعلق بالانسحاب.
هذا في الاطار العام أما في المضامين فقد أكد محللون وأظهرت المعطيات بأن كل تلك الاتهامات التركية الاميركية التي يحاول الطرفان إظهارها مجرد غلاف ولا تحتوي أي نوع من انواع الخلافات بين الطرفين، وأن كل تلك التصريحات والتهجمات مجرد رصاصات خلبية تخفي وراءها اجندات استعمارية مشتركة.
أما «قسد» المأزومة فلا تزال تبحث عن أي شيء يفيد اهواءها الانفصالية، وهي تعمل في هذا المجال بكل الاطر المخالفة للقوانين الدولية والأعراف والشرائع الانسانية، ففي الوقت الراهن تعمل على تجنيد المزيد من الاطفال للقتال في صفوفها وتخرق بذلك الاتفاق الذي وقعته مع الأمم المتحدة.
فبعد توقيع مرتزقة «قسد» مع الأمم المتحدة اتفاقاً يقضي بالتوقف عن تجنيد الأطفال والإفراج عن الأطفال الذين جندتهم مسبقاً، أقدم عناصر «قسد» على اعتقال المزيد من الأطفال تحت سن الثامنة عشرة ووضعهم في معسكرات سرية.
وضمن خطط وجهود الدولة السورية لإعادة كل المهجرين الى مناطق سكنهم بعد تحريرها من الارهاب، بدأ أهالي القصير في ريف حمص الغربي بالعودة إلى مدينتهم بعد أكثر من سبع سنوات على تهجيرهم بفعل الارهاب الاخواني الوهابي عنها وستة أعوام على تحريرها.
وضمت الدفعة الأولى من أهل المدينة 338 عائلة تضم زهاء ألف شخص، وسيتم لاحقا البدء بالتحضير لدفعات قادمة.
على الصعيد الميداني لا يزال الجيش العربي السوري يحافظ على خرائط السيطرة في ريفي حماة وادلب ويتصدى لكل محاولات الارهاب الغادر تنفيذ خروقاته المتكررة.
الى ذلك جددت «النصرة» الارهابية والفصائل العاملة معها استهدافها مناطق المدنيين بقذائف الهاون، حيث اعتدت المجموعات الإرهابية بالقذائف على بلدة جورين وقرية الريحانية في ريف حماة.
و تأتي هذه القذائف في ظل محاولات التسلل المستمرة التي تقوم بها «النصرة» الارهابية والفصائل العاملة معها، على مواقع تابعة للجيش العربي السوري، حيث يتمكن في كل مرة من التصدي لجميع هذه المحاولات.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الاثنين 8-7-2019
الرقم: 17018