مكب البصة بين قوسين

 

 

أن تستيقظ ليلاً على ضجيج أصوات مزعجة، أو جراء احتسائك لكمية كبيرة من المنبهات، أو نتيجة كابوس مرعب أمر طبيعي، لكن أن تستيقظ على رائحة «مكب البصة» في مدينة اللاذقية نتيجة انبعاث الغازات والروائح التي وصفها السكان بـ»رائحة الموت» الناتجة عن الحرق العشوائي أمر خطير وبات يعد كابوسا يوميا تعيشه الأحياء والقرى القريبة من هذا المكب، وعلى حد قول سكانها أنهم ناشدوا المعنيين مئات المرات واستغربوا عدم الاكتراث لكل الشكاوى وحجم الخطر.
ومن المعروف والمدروس بأن لحرق النفايات في الهواء الطلق آثارا خطيرة على صحة السكان، ووثّقت العديد من الدراسات العلمية مخاطر الانبعاثات من المحارق على صحة الإنسان منها:التعرّض لجزيئات دقيقة منها الديوكسين والمركّبات العضوية المتطايرة ومركبات كل من الهيدروكربون العطري متعدد الحلقات وثنائي الفينيل متعدد الكلور التي ترتبط بأمراض القلب والسرطان وأمراض الجلد والربو وأمراض تنفسية وتتفاقم مخاطر حرق النفايات في الهواء عادة حين لا يتم التخلّص بطريقة مناسبة من النفايات الصناعية والطبية، والتي قد تختلط بالنفايات الصلبة التي تنتجها البلديات.
ونشير إلى أن تقنية الحرق للنفايات عوضاً عن الطمر ازدادت في الآونة الأخيرة على مستوى العالم نظراً لضيق المساحات والتوزع السكاني؛ إلا أن الدول المتطورة عادة ما تقوم بجمع النفايات وفرزها وتدويرها وأما ما لايصلح لذلك يتم العمل على حرقه في محارق خاصة مجهزة لهذه الغاية وحتى هذا النوع من التخلص من النفايات يعد آمناً إذا ما استفيد منه في تحويل نواتج الانبعاثات الغازية إلى طاقات بديلة حيث يجري تحويله إلى طاقة حرارية قادرة على توليد الطاقة الكهربائية إضافة للاستفادة من نواتج الحرق في صناعة الأسمدة.
وكانت سورية قطعت مجالاً جيداً في مجال التخلص الآمن من النفايات قبيل الحرب حيث حالت الأخيرة دون استكمال الخطوات لتخلف مزيداً من التراجع في أكثر من مكان، كما أن الانزياحات السكانية بفعل الحرب أثرت على زيادة الكميات وبالتالي زيادة الأضرار ولابد من حلول سريعة وتنفيذ للوعود خاصة فيما يتعلق بالمكبات التي تستخدم تقينة الحرق ومكب البصة يعد الأكثر قتامة وضرراً في المشهد.

 

رولا عيسى
التاريخ: الجمعة 12-7-2019
الرقم: 17022

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها