وقف باقتدار الواثق من نفسه في البحث والتقصي في المجال الموسيقي إنه الباحث والكاتب والموسيقي ورئيس نادي دوحة الميماس محمد بري العواني أثناء محاضرة ألقاها في مقر الجمعية التاريخية عنونها «من تاريخ الموسيقا في حمص» متناولاً تنفاً من مرحلة تاريخية للموسيقا والغناء في واسطة العقد بمصاحبة بعض عازفي ومنشدي ناديه ليطلع جمهور الحضور بشكل عملي ويطربهم بأنغام لا أحلى ولا أجمل فطرق أبواب قلوبهم وباتت تهفو لسماع كل ما استطاع نبشه من أمات الكتب والوثائق التاريخية.
ركز المحاضر في بداية حديثه على طرح وإثارة أسئلة حول وجود الموسيقا وغناء حمصيين متمكنين أسوة بالمحافظات الأخرى متناولاً مرحلة الشيخ أمين الجندي عام 1766- 1841م والذي يعد مخترع القدود على مستوى الشعر واللحن وصار علماً بالفن ذاته مميزاً ألحان المرحلة بالقياس بألحان الشيخ أبي خليل القباني وفضله بنقل غناء أهل الشام وخص أغاني وقدود الشيخ أمين الجندي لأرض الكنانة وقد كان معروفاً فيها بسبب صداقته مع إبراهيم باشا ابن محمد علي باشا.
العواني أثبت بقياس ألحان الشيخ القباني أن تلامذته الحماصنة ومنهم الحاج محمد الشاويش والمعلم داود قسطنطين الخوري قد تعلما أصول الغناء والسهل البسيط لحناً ووزناً ونغماً لأنه يناسب الروح الحميمة والاجتماعية خاصة المسرح الغنائي.
مطلقاً على المرحلة الثانية بمرحلة المدرسة «المفأفأة» لأن المطرب كان يستعرض بصوته تقنيات اهتزاز الحنجرة أو (العربات) ووفدت الطريقة إلى حمص من مصر أيام بدأت الفرق الموسيقية المصرية تزور سورية حيث برع فيها نجيب زين الدين وعبد الرحمن الزيات وعبد الوهاب الشاويش وممدوح الشبلي ونصر الدين البدري.
ويرى الباحث العواني أن المدرسة نفسها قد تلاشت بسبب تركيز الفنانين الحمامصة على العمل الجماعي وأخذ أسلوبه من فرق الإنشاد الصوفية، وضمن السرد التاريخي والتحليلي لتطور الغناء ذاته قدم مقاطع غنائية مسجلة على الحضور أطربهم بألحان غابت عن مسامعهم لكنها مازالت نغماتها تطرب لها القلوب كأمثال الشيخ القباني على نصوص الشيخ الجندي.
والجدير بالذكر أن أعضاء من نادي دوحة الميماس قدموا وصلات غنائية وقدوداً للشيخ أمين الجندي وأتبعوها بأغنيتين من التراث الحمصي ياعربجي وقف خذني، وعرفت قلبي مولع فيك.
رفاه الدروبي
التاريخ: الأحد 14-7-2019
الرقم: 17023