نفطنا المسروق وقمحنا المحروق

لم تكن الحرب الاقتصادية ضد بلدنا أقل ضراوة من الحرب الميدانية على الجبهات، والرصاصة الأولى التي وجّهها أعداء سورية إلى صدر السوريين، سبقتها رصاصات اقتصادية وإعلامية ربما كانت أشد تأثيراً وإيلاماً في معركة السنوات الثمانية.
حرب الاقتصاد سارت بالتوازي على خطى معارك الميدان، فكانت الدول المعتدية وأدواتها الإرهابية تستهدف عصب الحياة الاقتصادية في سورية ..تسرق ما تستطيع وتدمر ماتصعب سرقته، وكان النفط والقمح في قائمة الاستهدافات بعد المدن الصناعية وشبكات الطرق البرية والحديدية.
اليوم تعود الحرب الاقتصادية بفصول أصعب وأشد بعد أن قطعت الدولة السورية أشواط الحرب الميدانية الساخنة ودحرت الإرهاب على مساحات واسعة، فمنابع النفط التي حركّت عجلة الاقتصاد على مدى عقود دون الحاجة لاستيراد نقطة نفط واحدة، أصبحت تحت نيران المحتل الأمريكي وأدواته الرخيصة مترافقة بحصار اقتصادي تمارسه الولايات المتحدة على الأرض وفي البحار.
أبعاد الحرب الاقتصادية تتوضح يوماً بعد يوم، لاسيما مع تكشف حقائق جديدة تفضح حقيقة ارتباط هذه الحرب بمصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي عهدت له ميليشيات «قسد» وأجسامها السياسية سرقة النفط السوري- شراكة وتآمراً أقل مايقال فيها – على حساب قوت ومصالح الشعب السوري الذي تجهد حكومته لتأمين المشتقات النفطية على جبهات عدة.
وكذلك أضحت حقول القمح في الشمال الشرقي التي نجت من حرائق الحقد المتنقلة، هي الأخرى رهينة المحتل وأدواته التي تعمل على تعطيل استلام الدولة للمحصول من الفلاحين وتمنعهم من الوصول إلى مراكز استلامه.
لاشك أن المعركة قاسية على جبهة الاقتصاد، كما هي على جبهات الميدان حيث رجال الجيش يدفعون الغالي والرخيص لدحر الإرهاب المدعوم من النظام التركي ومن الحامي الأمريكي، لكن السوريين الذين تجاوزا عنق الزجاجة في حرب لم ترحم أيا منهم، قادرون اليوم بالصبر والإرادة واجتراح الحلول على السير للأمام مهما اشتدت الصعاب.. وما مشاهدهم في مواقع العمل يرممون ويعيدون الإعمار وعلى بيادر القمح يجمعون المحصول.. سوى علامة من علامات الانتصار.
نفطنا المسروق لن يبقى كذلك طويلاً، وكذلك قمحنا ورغيف خبزنا، لأن رهان المرتهنين للأمريكي والإسرائيلي خاسر، والرهان على إرادة الشعب أقوى وأبقى.
عبد الرحيم أحمد

 

التاريخ: الأربعاء 17-7-2019
رقم العدد : 17026

آخر الأخبار
طاقات وطنية تشرق في ختام معرض إعادة إعمار سوريا  "عبر الأطلسي "  تطلق " استعادة الأمل" .. دعم النظام الصحي في سوريا   " التأمينات " : نعمل على تطوير منظومة الحماية الاجتماعية   هل ينقذ الشرع سوريا من الفساد؟ حفر وتأهيل عشرات آبار مياه الشرب في درعا  كيف ستؤثر التعرفة الكهربائية على مخرجات الإنتاج الزراعي؟ بعد توقف لسنوات.. مستشفى كفر بطنا ينبض بالحياة من جديد مستثمرون: سوريا أرض الفرص والاستثمار مشاركة عربية ودولية فاعلة في"إعادة إعمار سوريا" بشراكات مستدامة ما لم تقله "رويترز".. الشرع يضبط الإيقاع داخل الدولة بلا استثناءات الرئيس الشرع يكافح الفساد ويطبق القانون على الجميع دون استثناء اجتماع باب الهوى ".. المحسوبيات والمصالح لا تبني دولة قوية البرلمان السوري.. حجر الأساس في بناء سوريا الجديدة ماهر المجذوب يعود إلى دمشق بمبادرة رائدة للكشف المبكر عن التوحد يد سعودية تبني.. ورؤية عربية موحدة: إعمار سوريا يبدأ من هنا بعد رفع تعرفة الكهرباء.. هل ستتحسن التغذية؟   بيع الكهرباء بأسعار منخفضة يشل قدرتها على التطوير والصيانة       عصمت عبسي: العشائر ترفض قسد وتطالب بالعودة إلى كنف الدولة    من الرهان إلى النهضة   دمشق تنام مبكرا.. فهل تنجح في إعادة هيكلة ليلها التجاري؟