أدباء ولكن!؟

الملحق الثقافي:فاطمة حسين :

في كلِّ مرّةٍ أُشاركُ بها في أمسيّةٍ أدبيّةٍ بأحدِ المراكز الثقافيّة في دمشق أو ريفها تستوقفني ظاهرة غريبة، وهي أنَّ رئيس المركز الثقافيّ لا يكون من الأدباء، أو الشعراء، أو مِنَ النخبة الأدبيّة، بل يكون موظفاً حكوميّاً ليس إلا، مع احترامي العارم لكلِّ موظفينا الحكوميّين. لم أهتم كثيراً بهذا التفصيل، إذْ لا ضرر البتّة إنْ كان مدير المركز الثقافيّ يقوم بدوره بشكلٍ جيّدٍ، لكنَّ ما أثار استغرابي وحزني على حدٍّ سواء هو الموقف الّذي تعرضنا له أنا وزملائي مِنَ الأدباء والشعراء في أمسيّةٍ دُعينا إليها بإحدى المراكز الثقافيّة في ريف دمشق، كانت المشاركة في الساعة الواحدة ظهراً، دخلنا الى المركز الثقافيّ الكائن فوق البلديةِ بهذه المنطقة، شعرت بارتباكٍ شديدٍ مما كان يصدر عن مدير المركز الثقافيّ وهو يعتذر للمواطنين عن الانقطاع لمدة ساعتين من أجل الأمسيّة ومن ثمّ إتمام استخراج البطاقة الذكيّة، لم أفهم حينها ما صلة المركز الثقافي بالبطاقة الذكيّة؟! لكنّني حين دخلت القاعة فهمت كلّ شيء، لقد استثمروا صالة المركز لاستخراج البطاقة الذكيّة، ووضعوا الطاولات والحواسيب، وقد عمد رئيس المركز إلى ادخال الناس (العاديين) الّذين جاؤوا بهدف الحصول على البطاقة إلى قاعة المركز لحضور الأمسيّة الأدبيّة، وبهذه الحالة يضمن امتلاء القاعة، ويضمن انتظار الناس لحين انتهاء الأمسيّة، واستئناف العمل من ثمّ، وهذا خطأٌ كبيرٌ، فما إنْ بدأت الأمسيّة حتّى تناهت إلى أسماعنا الأحاديث الجانبيّة، وعدم الإصغاء لقراءات الأدباء، فضلاً عن الّذين يدخلون ويخرجون مسببين إزعاجاً كبيراً. أما ما أثار غضبي حينها فهو المشاجرة الّتي وقعت في الصف الأخير، مما أثار ارتباكي، وتلعثمت. وحين نزلت من المِنصةِ، شعرت بخيبةٍ، وأنا أرى نفسي أبوح بما فاضت به روحي من مشاعر لأناس ليس لهم علاقة بما قرأته. وفي آخر الجلسة طلب رئيس المركز من شاعرةٍ مرموقةٍ إلقاء بعض الأبيات لنختمَ بها لقاءنا الأدبيّ، فقام شابٌّ من الجمهور مقاطعاً: «لا نريد شعراً، نريد أن تفرغوا القاعة كي نكمل أعمالنا، إذ يكفي هذا التأخير ونحن نضيع وقتنا معكم (أي أنه يضيع وقته في سماع القصّة والشِعر).
أأليست هذه إهانة ما بعدها إهانة؟! وكيف يُسمح بحدوث هذه التجاوزات المهينة والمذلة للأدب والأدباء؟ وإلى أين سيوصلنا جهلنا الّذي يُكرس للماديات ويتجاهل أيّ قيمة لما هو فكريّ أو أخلاقيّ. خرجت من أمسيتي خائبة، وسيلٌ من إشارات الاستفهام والتعجب تلوب في رأسي؟؟!!

 التاريخ: الثلاثاء23-7-2019

رقم العدد : 17031

آخر الأخبار
مع اقتراب موسم قطاف الزيتون.. نصائح عملية لموسم ناجح "جامعة للطيران" في سوريا… الأفق يُفتح بتعاون تركي "التربية والتعليم" تعلن آلية جديدة لتغيير أسماء بعض المدارس مدارس حلب تستقبل طلابها بحلّة جديدة الشرع يلتقي ملك إسبانيا ورئيس الوزراء الهولندي في نيويورك "حقائب ولباس مدرسي".. مبادرة أهلية تخفّف أوجاع العام الدراسي تطوير البرامج الإنسانية والتنموية في حلب  أونماخت: مشاركة سوريا بالأمم المتحدة تفتح الباب لمرحلة جديدة  وزير الصحة يفتتح مركز معالجة الأورام السرطانية في درعا  تراجع إنتاج الزيتون في حماة بنسبة40 بالمئة بسبب الجفاف  هل حققت "مهرجانات العودة للمدرسة" الجدوى والهدف؟  الحوكمة في سوريا.. ركيزةٌ غائبةٌ لريادة الأعمال وفرصةٌ لمستقبل زاهر  إدلب تستعيد نبضها.. مبادرة "الوفاء لإدلب" تكتب فصلاً جديداً  التعليم المهني.. جسرٌ نحو المستقبل وفرص الحياة الواعدة  الخطاب الرئاسي يؤكد أن سوريا تنتمي لمناضليها في الداخل والخارج  باحث سياسي : خطاب الشرع يؤسس لمرحلة من التعافي و النهوض والانفتاح  تعهد ترامب الحازم ..هل سيمنع نتنياهو من ضم الضفة؟ "النشرة الضوئية"..  فجوة تضع المواطنين بمواجهة منتحلي الصفة الأمنية موقع فرنسي: إسرائيل تفتعل الفوضى الأمنية في سوريا تكريم المؤسسات الفاعلة في ختام مشروع بنيان 3