ميسلون في الفن والأدب والحياة

الملحق الثقافي:رشا سلوم:

تسعة وتسعون عاماً تمر على ذكرى واقعة ميسلون، وهي تبدو كأنها بالأمس كانت، بل إن ميسلون مستمرة كما يقول الشاعر عمر أبو ريشة: كم لنا من ميسلون نفضت عن جناحيها غبار التعب. نعم نكاد نطبق القرن ومازال الكفاح مستمراً، الدم يانع من أجل الكرامة والحرية. يوسف العظمة البطل السوري الذي رفض أن يدخل الفرنسي أرضنا دون مقاومة، جدير أن نحتفي به كل يوم وكل ساعة، أحفاده من كل أصقاع القطر السوري ينافحون من أجل الجلاء الأكبر، وهو باق كما ميسلون خالد في عيون الشعر والشعراء، في الفن والأدب والحياة. ومن أروع ما قيل فيه ما كان بيراع أمير الشعراء أحمد شوقي إذ يقول:
سأذكر ما حييت جدار قبر
بظاهر جلق ركب الرمالا
مقيم ما أقامت ميسلون
يذكر مصرع الأسد الشبالا
لقد أوحى إلي بما شجاني
كما توحى القبور إلى الثكالى
تغيب عظمة العظمات فيه
وأول سيد لقي النبالا
كأن بناته رفعوا مناراً
من الإخلاص أو نصبوا مثالا
سراج الحق في ثبج الصحارى
تهاب العاصفات له ذبالا
ترى نور العقيدة في ثراه
وتنشق من جوانبه الخلالا
مشى ومشت فيالق من فرنسا
تجر مطارف الظفر اختيالا
ملأن الجو أسلحة خفافا
ووجه الأرض أسلحة ثقالا
وأرسلن الرياح عليه ناراً
فما حفل الجنوب ولا الشمالا
سلوه: هل ترجل في هبوب
من النيران أرجلت الحبالا؟
أقام نهاره يلقي ويلقى
فلما زال قرص الشمس زالا
وصاح ترى به قيد المنايا
ولست ترى الشكيم ولا الشكالا
فكفن بالصوارم والعوالي
وغيب حيث جال وحيث صالا
إذا مرت به الأجيال تترى
سمعت لها أزيزاً وابتهالا
تعلق في ضمائرهم صليباً
وحلق في سرائرهم هلالا
لم تغب صورة يوسف وقبره عن ذهن الشعب وكل الزعماء الذين قادوا سورية من بعده، بل ظلت على الدوام راقدة في أذهانهم منارةً لهم، فهو القائد العربي الذي سار إلى جبهة المعركة كقائد للمجاهدين، لا كوزير حربية، وخاض معركة بطولية لم يكن منصبه يلزمه على خوضها.
أما الشاعر عمر أبو ريشة كما أسلفنا فهو يرى ميسلون مستمرة بكل معركة نخوضها، إذ يقول:
يـا عروسَ المجد طالَ الملتقى
بـعدما طـال جوى المغترب
سـكرت أجـيالنا فـي زهوها
وغـفت عـن كـيد دهر قُلّبِ
وصـحـونا فــإذا أعـناقنا
مـثـقلات بـقيود الأجـنبي
فـدعوناكِ فـلم نـسمع سوى
زفـرة مـن صـدرك المكتئب
قـد عـرفنا مـهرك الغالي فلم
نـرخص الـمهر ولم نحتسب
فـحـملنا لك إكـليل الـوفا
ومـشينا فـوق هـام النوبِ
وأرقـنـاها دمــاء حــرة
فاغرفي ما شئت منها واشربي
وامـسحي دمع اليتامى وابسمي
والمسي جرح الحزانى واطربي
نـحن مـن ضـعف بنينا قوة
لــم تـلن لـلمارد الـملتهب
كـم لـنا مـن ميسلون نفضت
عـن جـناحيها غـبار التعب
كـم نـبت أسـيافنا في ملعب
وكـبت أفـراسنا فـي ملعب
مـن نـضال عاثر مصطخب
لـنـضال عـاثر مـصطخب
شرف الوثبة أن ترضي العلا
غُـلِبَ الـواثبُ أم لـم يُغْلَبِ

 التاريخ: الثلاثاء23-7-2019

رقم العدد : 17031

آخر الأخبار
مع اقتراب موسم قطاف الزيتون.. نصائح عملية لموسم ناجح "جامعة للطيران" في سوريا… الأفق يُفتح بتعاون تركي "التربية والتعليم" تعلن آلية جديدة لتغيير أسماء بعض المدارس مدارس حلب تستقبل طلابها بحلّة جديدة الشرع يلتقي ملك إسبانيا ورئيس الوزراء الهولندي في نيويورك "حقائب ولباس مدرسي".. مبادرة أهلية تخفّف أوجاع العام الدراسي تطوير البرامج الإنسانية والتنموية في حلب  أونماخت: مشاركة سوريا بالأمم المتحدة تفتح الباب لمرحلة جديدة  وزير الصحة يفتتح مركز معالجة الأورام السرطانية في درعا  تراجع إنتاج الزيتون في حماة بنسبة40 بالمئة بسبب الجفاف  هل حققت "مهرجانات العودة للمدرسة" الجدوى والهدف؟  الحوكمة في سوريا.. ركيزةٌ غائبةٌ لريادة الأعمال وفرصةٌ لمستقبل زاهر  إدلب تستعيد نبضها.. مبادرة "الوفاء لإدلب" تكتب فصلاً جديداً  التعليم المهني.. جسرٌ نحو المستقبل وفرص الحياة الواعدة  الخطاب الرئاسي يؤكد أن سوريا تنتمي لمناضليها في الداخل والخارج  باحث سياسي : خطاب الشرع يؤسس لمرحلة من التعافي و النهوض والانفتاح  تعهد ترامب الحازم ..هل سيمنع نتنياهو من ضم الضفة؟ "النشرة الضوئية"..  فجوة تضع المواطنين بمواجهة منتحلي الصفة الأمنية موقع فرنسي: إسرائيل تفتعل الفوضى الأمنية في سوريا تكريم المؤسسات الفاعلة في ختام مشروع بنيان 3