الثوب الأميركي المستعار

 

 

 

 

حتى الآن لم تستوعب السعودية أن استعارة الثوب الأميركي لن يدفّئها، وإذا وفّر لها الدفء لساعات أو أيام فهو لن يدوم، ومن هذا المنطلق فلن تحقق القواعد التي يسعى النظام السعودي لتثبيتها وفتحها في مواقع جديدة على أراضي بلاده الأمن والاستقرار، رغم تكاليفها الباهظة والمليارات التي يدفعها مرة مكرهاً وبالحيلة مرات أو العكس.
الذريعة طبعاً جاهزة كالعادة، وهي حدة التوتر المتصاعدة في الخليج، والخطر الإيراني المزعوم، وهي الأسباب التي تختلقها أميركا دائماً كي تبتز من خلالها الممالك والمشيخات التي تقيم قواعدها فيها، والتي أضحت مزراب الذهب الذي لن يتوقف أو ينضب، ويعود عليها بمئات المليارات في كل مرة، وما اتخذته السعودية من خطوات هذه المرة يؤكد ما نقول، وإلا ماذا يعني استقبال خمسمئة جندي من قوّات المارينز، والذين يتمركزون في منطقة الخرج قرب الرياض، وإبرام عقود لاستيراد السلاح من شركة لوكهيد مارتن التي تعتبر أكبر منتج لأنواعه في الولايات المتحدة، بما قيمته مليار وثماني وأربعين مليون دولار لبيع منظومة (ثاد) للدفاع الصاروخي إلى السعودية، الأمر الذي يرفع القيمة الإجماليّة للصفقات الصاروخية للشركة نفسها من المملكة إلى حوالي خمسة مليارات وستة وثلاثين مليون دولار، وهو ما يؤكد أيضاً فشل منظومة باتريوت التي أنفق النظام السعودي المليارات لاقتنائها لمواجهة الصواريخ اليمنية.
ما يزيد الطين بلّة أن ذاك النظام يدّعي أن وجود القوات الأميركية وزيادة عددها يرفع مستوى العمل المشترك، ويعزز الأمن في منطقتنا، متجاهلاً ما ينفذه في سورية، من دعم للإرهابيين والذي تسبب بنشر الفوضى والاقتتال وتهديد مستقبل المنطقة، ويدّعي أيضاً أن واشنطن هي من سيغطي نفقات انتشار ووجود (المارينز) وستدفع لهم الرواتب، وهذا قد يكون صحيحاً من حيث الإعلان والترويج، بينما الحقيقة غير ذلك، وخاصة أن لعب الطامع ترامب بات مكشوفاً، في ظل حرصه على ابتزاز مشيخات الخليج، والحصول منهم على أكبر قدر ممكن من المليارات مقابل الدفاع عنها، وفي الحقيقة الوصاية، كما أنه ليس شرطاً أن يتم دفع تكاليف ومرتبات الجنود الأميركيين من قبل السعوديّة بشكل مباشر، وإنما قد يتم بطُرق غير مباشرة في إطار صفقات السلاح التي سبق الحديث عنها.
فكما السعودية وغيرها من بعض المحميات الخليجية مستمرة بالتعلق بالثوب الأميركي، فإن واشنطن ستواصل ابتزازها لأولئك، عبر إثارة المخاوف في مخيلاتهم، و التي لا أساس لها من الصحة.
حسين صقر
huss.202@hotmail.com

 

التاريخ: الخميس 25-7-2019
رقم العدد : 17033

آخر الأخبار
بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة 600 مربي ماشية في عندان وحريتان استفادوا من مشروع دعم الأعلاف حلب بين نار الغلاء وبارقة تخفيض المحروقات.. فهل تُلجم الأسعار ؟ الأمطار أنقذت المحاصيل الشتوية وأوقفت أعمال الري بطرطوس الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب الوزير أبو قصرة يستقبل وفداً عسكرياً روسياً في إطار تنسيق دفاعي مشترك العراق يعلن تعزيز الحدود مع سوريا وإقامة "جدار كونكريتي" أستراليا تبدأ أولى خطواتها في "تعليق" العقوبات على سوريا بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري