صنفت الصهيونية بالعنصرية، وقد أقرت ذلك الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها رقم/ 3379/ في 10 تشرين الثاني 1975. لشدة عدوانيتها على أهلنا في فلسطين المحتلة وفي الجولان. وممارستها أبشع الأساليب على الأسرى في سجون الاحتلال.
ثم ببساطة تُرْفع عنها صفة العنصرية، وترقن بالقرار 86/46/ تاريخ 16/ كانون الأول 1991 بل توضع في مصاف الدول الديموقراطية. وتضرب عرض الحائط بكل قرار أممي لفلسطين والأراضي المحتلة. مسوغة فعلها بأن قرارات الأمم المتحدة غير ملزمة.
ثم يظهر على الساحة الأميركية الرجل الأكثر عداءً للعرب والإسلام. جون بولتون وحش بشري، يقول بثقة الذئب في مواجهة القطيع، لا يوجد شيء اسمه الأمم المتحدة ويعرِّف المجتمع الدولي، بأنه كل تكتل تقيمه أميركا. حتى لو كان لأجل حرب مقيتة.
أما السياسة الأميركية والغربية فلا تعترف بالمعنى الرسمي بما يسمى الدول العربية كشخصية دولية اعتبارية.هي لا تعترف إلا بالدول (الخليجية) ذات النظم الصهيونية لأنها تُعد بنظرها توابع اللوبي الصهيوني (الإيباك) الأميركي الذي يسوس العالم.
الأمم المتحدة قوة وهمية بنظر أميركا، رغم أن معظم قراراتها تصدر من البيت الأبيض. حتى مجلس الأمن تفشل معظم قراراته بفضل الفيتو الأميركي، وخاصة إن كان القرار ضد ممارسات الكيان الصهيوني. أو يعارض مصلحتها في دولة ما.
العالم كله يرى في الأمم المتحدة قوة وهمية، فقد أصبحت بنظره أشبه بعصبة الأمم، إن لم تطور آليات عملها، لتكون قراراتها أكثر فاعلية، تحترم دولياً وتطبق لتحقيق السلم والأمان العالميين وفق مواثيقها. وإلا فمآلها الموت كعصبة الأمم.
أما منظمات حقوق الإنسان، فليست إلا واحدة من القوى الوهمية. فهي لا تلزم الكيان الصهيوني بحقوق الأسرى. ولا تستطيع الضغط لتخفيف آثار الحرب على أطفال اليمن. لأنها من رحم الأمم المتحدة، التي لم تستطع نهي بوش عن تدمير العراق.
قرار الأمم المتحدة رقم 2253 القاضي بوضع الدول التي تمول أو تساند التنظيمات الإرهابية تحت الفصل السابع،لا يطبق يتم تجاهله أممياً ودولياً، فما زالت تركيا تمول الإرهابيين في سورية، بصنوف الأسلحة الثقيلة، وتمدهم بالمال وترفدهم بالمقاتلين.
أما الإعلام الذي يزيف الواقع، فيتجاهله تماماً. ويسخِّر الأبواق المشبوهة لتلوث الحقائق. بتصوير أوهام ومسرحيات الخوذ البيضاء، تلك المنظمة المرتزقة صنيعة الأوكار المظلمة، والإرادات القاتلة. المفعمة بكمية شر غريزي لا يشبع من الدم.
كل هذه القوى كُشِفَتْ قوتها الوهمية أمام صمود اليمن، ومعارك الجيش العربي السوري الأسطوري.الذي طهر معظم الأرض السورية من الإرهاب. ما أعاد الكثير من أبناء سورية. ليسهموا في إعمارها وبنائها رغم الحصار الاقتصادي الذي أرهق الجميع.
قوة المال التي يعتمد عليها ترامب المتغطرس قوة وهمية، خْمَدْت أمام القوة الإيرانية الأسطورية بحق. فمنذ قيام الجمهورية وهم يحاولون إغراقها في حروب لم تفلّ من عزيمتها في بناء دولتها الحديثة، وقوتها العسكرية والنووية رغم الحصار الجائر.
حتى قوة الكيان الصهيوني، هي أمام المقاومة اللبنانية وهمية، لأنها انهارت أمامها عام 2000 وخرجت من الجنوب اللبناني ذليلة تاركة عتادها وأسلحتها. وتصدعت أمامها عام 2006 وهي اليوم تخشى صواريخها التي يمكن أن تصل إلى تل أبيب.
القوة الأسطورية التي نفخر بها هي صمود وتضحيات الشعب وقوة الجيش العربي السوري، الذي يحقق النصر في معاركه ضد الإرهاب. رغم شراسة الحرب التي يشنها العالم الغربي وأميركا على سورية. بحجة مساندة المعارضة السورية.
تلك القوى الأسطورية التي يسطرها أحرار الشعب العربي، في معظم الدول التي اجتاحها الربيع الصهيو أميركي، هي التي أسقطت ورقة التوت عن قوى كان أغلب الظن أنها لا تقهر، فبانت على حقيقتها الهشة حيث لم تكن سوى وهم وسراب.
شهناز فاكوش
التاريخ: الخميس 25-7-2019
رقم العدد : 17033