يتقاسم الساسة الأميركيون و نظراؤهم الأتراك رؤية إرهابية مشتركة لا يفهمها سواهم، ومهما حاولوا أن يضللوا شعبيهما وشعوب العالم الأخرى، بأنهم يساهمون في محاربة الإرهاب، فإن خططهم المشبوهة التي يرسمونها فيما بينهم في الكواليس المظلمة تفضح نياتهم الحقيقية القائمة على دعم التنظيمات الإرهابية، من داعش إلى جبهة النصرة وصولاً إلى ميليشيا قسد التي تمارس إرهابها على السوريين في الجزيرة السورية جهاراً نهاراً تحت مظلة البنتاغون.
وقد يختلف الطرفان في بعض السياسات سواء كانت سياسية أم عسكرية، كما حصل مؤخراً بعد توريد روسيا منظومة إس 400 لتركيا، إلا أنهما لا يمكن أن يختلفا أبداً في دعمهما للتنظيمات الإرهابية في سورية، وذلك نتيجة للحقد الدفين في نفسيهما لكل ما هو سوري، وذلك لأن سورية تعني الحضارة والتاريخ، والعروبة وفلسطين والقدس والجولان، وكل حق عربي مغتصب ومسلوب.
وزيارة الإرهابي جيمس جيفري إلى أنقرة وبحثه مع إرهابيي النظام التركي للمنطقة الآمنة المزعومة، والتي يتوهم أردوغان بأن تصبح حقيقة على الأرض، توضح أن الإدارتين ماضيتان في تآمرهما على سورية، وأنهما لم تتركا أي وسيلة لاستخدامها للإبقاء على التنظيمات الإرهابية على قيد الحياة.
وهذا المشروع يتعارض مع القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة في محاربة الإرهاب، الأمر الذي يجب أن يلزم المجتمع الدولي الذي يؤكد في كل مناسبة على وحدة سورية أرضاً وشعباً، أن يقف في وجه هذا المشروع التقسيمي المرفوض سورياً ودولياً.
ومهما حاول أطراف العدوان على سورية، وفي مقدمتهم إدارة ترامب ونظام أردوغان والعدو الصهيوني أن يعطلوا جهود الدولة السورية في استكمال تطهير أرضها من الدنس الإرهابي والوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي، بسواعد أبطال الجيش العربي السوري، فإن محاولاتهم ستذروها الرياح السورية إلى غير رجعة، ومعها كل مرتزقتهم وقتلتهم الذين جلبوهم من جميع أصقاع الأرض.
راغب العطيه
التاريخ: الخميس 25-7-2019
رقم العدد : 17033