بدهي جداً القول إن هاجس الدول والأمم والأفراد تأمين الماء التي لا يمكن للحياة أن تستمر دونها، والبدهي أيضاً أننا نمتلك مصادر لابأس بها للمياه وتتمتع الجغرافيا الوطنية وتتميز بمياهها العذبة النقية، وفي أحيان كثيرة بكثرة ينابيعها وشلالاتها، ولكن غير البديهي والمعقول أن نعاني من أزمة مياه سواء في المدن أو الأرياف نتيجة لسوء إدارة هذا القطاع من جهة بكل جوانبه، وعدم الجدية في استثمار مصادر كثيرة من المياه تذهب هدراً .
ومما لا شك فيه أبداً ويعرفه الكثيرون ويتم تداوله بين الناس جهاراً نهاراً وجود ينابيع وشلالات وأماكن لحفر الآبار في معظم المدن والمحافظات بعيدة تماماً عن اهتمام ورعاية ومتابعة الجهات المعنية وكأنها غير معنية بها على الإطلاق، وهذا يدعو ليس للإستغراب والتساؤل بل للدهشة والعجب والحيرة..!!
فعلى سبيل المثال وربما لا يصدق أحد ويستغرب بدهشة أن الساحل يعاني من مشكلة حقيقية في موضوع المياه خاصة الريف الذي وصلت فيه المعاناة في أكثر من تجمع إلى مالا يمكن تحمله وهو الذي أنعم الله عليه ببعض الينابيع ومياه جوفية جيدة غير مستثمرة أبداً ومعظم الشلالات والينابيع تصب في البحر.
والأمثلة في محافظات أخرى عديدة تشهد وتؤكد بالدليل القاطع الإهمال الكبير الذي تمارسه الجهات المعنية كافة فيما يتعلق باستثمار وتأمين المياه إضافة إلى سوء إدارتها في هذا الأمر من خلال برامج توزيع الماء على الأحياء والقرى من جانب وسوء تنفيذ الشبكات المائية التي صرفت عليها الدولة وكلفتها مليارات الليرات ومازال هذا سارياً حتى الآن، فمعظم مشاريع المياه التي تم تنفيذها تحتاج إلى إعادة النظر والمعالجة الفورية خاصة أنها تؤدي إلى هدر نحو 40% من الماء، والطامة الكبرى الأخرى أنها تتعرض للتلوث بفعل مشاريع الصرف الصحي، والأمثلة كثيرة جداً وهناك عشرات الآبار إن لم نقل المئات تم اغلاقها نتيجة ذلك..!!
ولن ننسى أن نذكر بما يجب على المواطن أن يقوم به وطنياً وأخلاقياً ولمصلحته بالدرجة الأولى عبر ترشيد استهلاك المياه وعدم هدرها واستعمالها فيما يفاقم المشكلة.
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 30-7-2019
رقم العدد : 17037