أحداث «الأبيض» تعقد المشهد السياسي في السودان… تحالف المعارضة يحمل «العسكري» المسؤولية.. ويلوح بوقف التفاوض
في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها السودان ، وقبيل ساعات من بدء الموعد المحدد لاستئناف المفاوضات بين «المجلس العسكري « و «قوى الحرية والتغيير» بشأن الإعلان الدستوري المتعلق بتشكيل حكومة مدنية في المرحلة الانتقالية , يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد والتصعيد وسط تزايد المخاوف من تراجع المسار التفاوضي بين الطرفين , بسبب تجدد التظاهرات الحاشدة على وقع سقوط قتلى في التظاهرات التي شهدتها مدينة الأبيض وسط السودان أول أمس .حيث خرج آلاف الطلاب السودانيين أمس إلى الشوارع في مظاهرات كبيرة ، احتجاجا على أحداث مدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان التي أسفرت عن مقتل 8 طلاب . وأكدت لجنة أطباء السودان المركزية أن الضحايا أصيبوا على نحو مباشر برصاص القناصة في مدينة الأبيض.
وأصدر حاكم ولاية شمال كردفان قرارا بإعلان حظر التجوال في عدد من مدن الولاية , وفي الخرطوم فرقت الشرطة تظاهرة دعت لها المعارضة تنديدا بحادثة الأبيض .
وطالب تجمع المهنيين بنقل الحكم إلى سلطة انتقالية مدنية تنقذ البلاد من الانهيار، واعتبر أن المطلب العاجل يتجسد في قبول الإعلان الدستوري المعدل من دون أي شرط .
كما أصدرت المحكمة الإدارية العليا في السودان قرارا ببطلان قرار المجلس العسكري الصادر في نيسان الماضي بإقالة النائب العام عامــر إبراهيم , ونص قــرار المحكمــة علــى إعادة إبراهيم إلى العمل بعد قبــول الطعن الذي تقدم به.
إلى ذلك تدرس قوى «إعلان الحرية والتغيير» المعارضة في السودان ، مقترحا بوقف التفاوض مع «المجلس العسكري»، احتجاجا على مقتل وإصابة العشرات في تظاهرات مدينة الأبيض .
وقال قيادي في قوى «إعلان الحرية والتغيير»، إن مكونات التحالف تدرس وقف التفاوض مع «المجلس العسكري» لنقل السلطة للمدنيين كرد على أحداث مدينة الأبيض ، مشيرا إلى أن هناك تباينا في صفوف قوى إعلان الحرية والتغيير بشأن هذه الخطوة ، حيث يرى المؤيدون أنها ضرورية باعتبار أن المجلس العسكري مسؤول عن الضحايا الذين سقطوا في تظاهرات الأمس ، بينما يشدد الرافضون على ضرورة استمرار التفاوض وتسريعه لتسليم السلطة باعتباره مطلبا شعبيا ووسيلة ناجعة لوقف تلك الممارسات.
وكانت «قوى إعلان الحرية والتغيير» حملت «المجلس العسكري» مسؤولية سقوط ضحايا خلال تظاهرة طلابية أول أمس في مدينة الأبيض غربي البلاد ، ودعت إلى تسيير مواكب بجميع مدن البلاد للتضامن مع الضحايا.
وكانت التظاهرات انطلقت أول أمس احتجاجا على ارتفاع الأسعار في السلع الأساسية ، وانقطاع التيار الكهربائي وشح السلع بما في ذلك الوقود والخبز, كما احتج المتظاهرون على تقرير لجنة التحقيق في فض اعتصام الخرطوم.
وأظهر مقطع فيديو نشره تجمع المهنيين السودانيين المعارض عبر «فيسبوك»، لحظة إطلاق النار على الطلاب الذين خرجوا من مدارسهم وانضموا إلى التظاهرة حاملين حقائبهم المدرسية.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038