ويبقى السؤال.
هل غيرتنا الإجابات الخاطئة؟
هل صرنا إشارات استفهام في زمن ما عاد للغة بيتها؟
كأن صورتنا تغيرت ولم يعد الإله يخلقنا على شكل صورته، التي يحبها.
……………………………
آسفون يا الله صبغنا قلوبنا بالكراهية الفارهة
وغسلنا أرواحنا بأنهار من المعصية.
قتلنا، ودمرنا، وناحت بيوتنا علينا.
وحين أمسكت بنا العتبات تركناها وهربنا لننجو بجنوننا.
……………………………………
متعبون يا أشجارنا العتيقة.
لم تعد أغصانك صالحة لأعشاش العصافير
ولم تعد أزهارك تفيدنا في صنع – سخّاب- ملون لأهدابنا
سيصنعون منك التوابيت كي ينام الوطن بسلام ولا توقظه سوى المعجزة، المعجزة.
……………………………
انظر
تفقد أبوابك كي لا تهرب خلف الريح.
وتفقد نبضك حتى لا تسرقه – القنّاصات –
في الزمن المجنون لا يجدي غير الوهم
فتوهم أنك سلطان الأحلام وتوهم أنك بستان الأيام
وتحرر من أعباء الآه
لكن، إذا ما مر البلد المجروح لا تتأخر في قول( الآخ.. خلف الآخ )
…………………………………..
وأنا كلي ّشوق كي أنسى
بأنه كان لنا أسماء لا تبكي.. وليالٍ لا تعرف كيف تنام.
تسهر حتى يوقظها الورد ويمشط ليلكها الأبطال
وكان لنا ّحيّ نزرعه بحكايات الحب ونغني له حتى يكبر مثل المجد
وكان لنا تاريخ، لا كالتاريخ، ومشاعل من لغة،وقصائد من خرز الأحزان.
كيف تغيرنا؟
وعبرنا النار.. توجعنا.. لم نتطهر.. لم نتغير.
فاحترق البحر وجف الماء ولم نشرب.
…………………………..
ويبقى السؤال.
لماذا قتلنا أناشيدنا ؟
لماذا مشينا، نقرع الدفوف لموتنا.
ألا تليق بنا حدائق المعرفة ؟ أم لا يليق بنا زمان لا ينحر تفاصيلنا ؟؟
………………………….
مت أيها الورد، لا تزهر في البلاد الميتة.
مت يا شجر الغار، فقد هاجر الأبطال و( نخّت ) الأحصنة.
سقط الفرسان وصفقنا لسقوطنا.
ومددنا يدنا إلى كنز الروح وسرقنا منها جوهر بقائنا.
………………………………..
ويحق لنا السؤال :
هل نضبت الآلهة من سماواتنا ؟
ويحق القول :
منتظرون على قارعة الوهم، لا الجهات تأخذنا
ولا البلاد تعرفنا.
ولا هذا الغريب القادم سيشتري لنا قمحاً ويطعمنا.
فويل لمن لا يأكل من قمحه.
وويل لمن لا يلبس من قطنه.
والتحية لك يا جبران ( تحمل مصباحاً ) وريح جهلهم تطفئه.
فيا ويح قلبي ..
سافرت البلاد، ولم نودعها.
أنيسة عبود
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038