الحديث عن الجيش العربي السوري في يوم عيده الذي يصادف غداً، يعني الحديث عن مدرسة نضالية عقائدية، تتسم بالرجولة والبسالة والتضحية، فالجيش يجسد في معركته التي يخوضها اليوم ضد الإرهاب وداعميه، المبادئ والقيم التي حملها منذ تأسيسه في العام 1945 بالدفاع عن أرض الوطن وصون كرامته في مواجهة المشاريع الصهيو-أميركية الهادفة للنيل من سورية وقرارها الوطني المستقل، باعتبارها تمثل رأس الهرم المقاوم لمخططات أعداء الأمة برمتها.
منذ تأسيسه قبل سبعة عقود ونيف أثبت الجيش العربي السوري أنه أهل للثقة التي منحها إياه أبناء وطنه وقيادته، فكان العين الساهرة على أمن الوطن والسياج المنيع الذي لم تتمكن أساطيل ودبابات وطائرات العدو من هزه أو النيل من وحدته وتماسكه، حيث أخذ على عاتقه مهمة الدفاع عن عزة وكرامة الوطن، فخاض ولم يزل معارك العزة والشرف ضد الغزاة الطامعين، مستمداً قوته من ثقة الشعب به، والتفافه حوله، فحقق الانتصارات تلو الأخرى، واليوم يسطر أعظم الملاحم البطولية ويقدم آلاف الشهداء والجرحى، لاجتثاث الإرهاب الوهابي التكفيري، وبتر يد داعميه.
والمعركة التي يخوضها الجيش اليوم ضد الإرهاب الوهابي – العثماني المدعوم أميركياً وصهيونياً وغربياً لا تختلف في جوهرها ومضمونها عن معاركه السابقة ضد قوى الاستعمار كافة وإن اختلفت الأشكال وتعددت الأساليب، فأميركا ومعها الغرب والكيان الصهيوني يدركون جيداً أن الجيش العربي السوري هو الركن الأساسي في قوة سورية ومنعتها، وأن المعركة التي يخوضها اليوم تهابها أكبر الجيوش في العالم، ولذلك وضعوا العديد من الخطط لمحاولة إضعافه وشل قدراته، فجندوا مرتزقتهم، ووظفوا كل خبراتهم القتالية والاستخباراتية وأساليبهم في الحرب النفسية، وأسندوا مهمة التنفيذ لعملائهم في تركيا ومشيخات النفط والغاز في الخليج، ولكنهم تقهقروا جميعاً، وتهاوت مشاريعهم أمام عزيمة وعقيدة هذا الجيش، وتمسكه الراسخ في الحفاظ على كل شبر من تراب الوطن مهما كلفه ذلك من تضحيات.
السوريون يحيون ذكرى تأسيس الجيش اليوم وهم كلهم ثقة وإيمان بأن النصر النهائي على الإرهاب قادم لا محالة وسيعود الأمن والاستقرار إلى جميع ربوع الأراضي السورية بفضل تضحيات وبطولات جيشهم الباسل الذي اثبت للعالم كله أنه القوة الوحيدة القادرة على دحر الإرهاب، فهو كان وسيبقى المؤسسة الضامنة والحافظة لسورية أرضاً وشعباً ترعى أمنها واستقرارها، وتسهر على سلامتها، كيف لا وهو الذي أذهل بانتصاراته المتلاحقة العالم أجمع، وخططه العسكرية باتت تدرس في المعاهد العسكرية العالمية، وخاصة تلك التي يعتمدها في دحر الإرهاب ومشغليه.
ناصر منذر
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038