التسخين الأميركي للأجواء والميادين السورية، فهو إن دلَّ على شيء فإنما يدلُّ على أن ترامب وإدارته وأتباعه في المنطقة وميليشياته العميلة والانفصالية في الجزيرة السورية، يجترون رهانهم على المعادلات ذاتها التي سبق واختبروها، مع أن نتيجتها المحتومة كانت وستكون على الدوام صفراً، وهزيمة نكراء في الميدان، وكذلك هي صفرعلى طاولة السياسة، وأيضاً أجندات مفضوحة على جميع المنافذ الدبلوماسية.
جديد الأميركي هو قديمه، وإن تعددت أساليبه وسيناريوهاته العدوانية حيال سورية أرضاً وشعباً وجيشاً، إلا أن حصيلتها الانهزامية واحدة، ولذلك فإن تعمّده نهب المنشآت والحقول النفطية في البادية، كما أن زيادة تعداد مرتزقة شركاته العسكرية الخاصة في المواقع النفطية في منطقة الجزيرة ومواصلة تدريب إرهابييه في المنطقة، فضلاً عن اعتداءاته التي يرتكبها تحالفه غير الشرعي، وآخرها عدوانه على قرية الرز بريف دير الزور، ما هو إلا خطوة أخرى من الخطوات التي يخطوها الأميركي في هبوطه على سلم التآمر، وصولاً إلى قاع الانحطاط الأخلاقي والإنساني، وإلا فما مبرر إصراره على قتل السوريين، والمتاجرة بدمائهم، والاستثمار في أزمتهم، وإيغاله في سرقة ثرواتهم الطبيعية، وتعمّده تدمير كل مقومات الحياة بكل ما تعنيه الكلمة؟!
ويبقى اللافت هو ذاك المخطط الذي يتم إعداده في الكواليس السوداء، الذي من شأنه شنّ هجوم إرهابي في جنوب غرب إدلب من أدوات الأميركي والتركي، وعملاء الإسرائيلي في المنطقة، وكل ذلك لتأخير إنجازات الجيش العربي السوري، وحرف بوصلته التحريرية عن مسارها، كيف لا والسيطرة التامة لحماة الديار على بلدتي تل ملح والجبين بريف حماة الشمالي الغربي بعد القضاء على أعداد كبيرة من الإرهابيين فيهما، قد أصابت معسكر الحاقدين في مقتل، وجعلتهم في حيرة من أمرهم، فلا شراكهم الانفصالية قد نفعتهم، ولا أحزمتهم الناسفة، وعدوانهم الغادر قد أدّى إلى نتيجة.
إناء الأميركي وإن طفح بمؤامراته الآسنة، إلا أن بواسل الجيش العربي السوري كانوا ولا يزالون بالمرصاد لكل أجنداته، وهم غداً في عيدهم الـ 74 وكما عهدناهم خلال السنوات الماضية سيسطّرون المزيد من ملاحم البطولة والفخار حتى النصر المؤزر على كل محتل تجرّأ على أن يدنّس ترابنا الطاهر.
ريم صالح
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038