تسعى وزارة الثقافة دائماً إلى تقديم كل ماهو متميز عند إقامتها للمهرجانات والمعارض والحفلات الموسيقية.. إيماناً منها أن الثقافة مشروع حياة ولابد لهذا المشروع أن يزدهر دائماً وأبداً.
اليوم تستعد الوزارة لاقامة معرض مكتبة الأسد الذي يعدّ من المعارض المهمة التي نعتز بها, فهو يجمع السوريين والعرب تحت مظلة واحدة, ليبدو المشهد أكثر إشراقاً وتفاؤلاً بصناعة الكتاب.
لاشك أنه لم يعد الأمر كما كان في السابق مجموعة دور نشر تعرض كتباً للبيع, بل أصبح المعرض تظاهرة ثقافية اجتماعية تتضمن ندوات, وأمسيات شعرية, ومناقشات فكرية لا تخلو من الاختلاف بين الحضور, وهذا في حد ذاته ظاهرة صحية تعكس شيئاً من الوعي خاصة إذا كان قائماً على أسس موضوعية, ناهيك عن تسليط الضوء على بعض القضايا المهمة في الساحة الأدبية والاجتماعية, بالإضافة إلى استقبال مجموعة من الضيوف ضمن نشاطات المعرض من خارج سورية, الأمر الذي أعطى للحوار والمناقشة صبغة إضافية ومختلفة.
أمام مارأيناه في العام الماضي لابد أن نطمع بأن يكون البرنامج المقدم للمعرض هذا العام شاملاً من كافة النواحي, ويحتوي على آراء مختلفة من عدّة وزارات… وأن يكون ثمة آلية للتّواصل مع طلاب المدارس, وضرورة دعوتهم لزيارة المعرض, وتحفيزهم على القراءة والاطلاع على الكتب المفيدة والمهمة لهم.
مايتم تحضيره للمعرض ليس بالأمر السهل أو الهين, نحتاج إلى آراء مختلفة, وأفكار جديدة متجددة, واستراتيجية عمل متكاملة, فمعرض الكتاب ليس نشاطاً عابراً بل هو حدث ثقافي ووطني محفور في ذاكرة السوريين والعرب منذ عشرات السنين.
مانريده هو المحافظة على صناعة النشر التي اعتقد البعض أنها تلاشت, لكن الواقع أثبت عكس ذلك, ومانهدف إليه هو التشجيع على القراءة, هاهو المعرض آت وبقوة, وسيبقى, فيقيننا أن المطلوب من الوزارة هو الكثير, لكن المطلوب منّا جميعاً أكثر وأكثر.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 31-7-2019
رقم العدد : 17038