فــي عيدكــم نقــول لكــم: أفئــدة السوريــين معكــم.. تدعــو لكــم.. تبــارك تضحياتكــم.. وتلثــم ياسمــين جرحاكــم التــي ستزهــر انتصــارات … الجيش يسطر في كويرس ملاحم البطولة والبسالة.. وصمود حامية المطار هزم الإرهاب وداعميه
منذ اندلاع الحرب الإرهابية على سورية عملت الفصائل الإرهابية المسلحة على إطلاق ما يسمى «حرب المطارات»، وذلك بغية تحييد سلاح الجو العربي السوري عن عملياتها الإرهابية، وصولاً إلى تأمين الظروف الآمنة لتشجيع الحلفاء على تحقيق أطماعها في فرض منطقة آمنة في الشمال السوري، والسيطرة على القواعد الجوية في سورية، لذلك عملت هذه التنظيمات على تطويق وحصار المطارات بدءا من تفتناز في الشمال السوري وابو الظهور في ريف ادلب، وليس انتهاء بمطار منّغ والطبقة العسكريين، وصولا إلى مطار كويرس العسكري الذي سطر إنجازا جديدا لبواسل الجيش العربي السوري في حربهم على الإرهاب التكفيري في ريف حلب الشرقي.
بداية الحصار
في مطلع العام 2013 بدأ حصار مطار كويرس العسكري من قبل عدة فصائل إرهابية بدءا من « الجيش الحر» مروراً «بجبهة النصرة» وانتهاءً بتنظيم «داعش» الذي احتل مساحات واسعة في محيط المطار واتخذ من الفصائل الإرهابية من مدينة تادف والباب ومنبج مركزا لانطلاق هجماته على المطار مستخدما العربات المفخخة والانتحاريين دون نجاحهم على مدار سنوات الحصار في إحداث أي خروقات باتجاه سور المطار الذي استبسلت قوات الجيش العربي السوري في حمايته والدفاع عنه.
وفي أواخر العام 2014 استمر التنظيم الإرهابي وبمحاولات حثيثة للسيطرة على كامل محيط المطار، لما يمثله موقع المطار من اهمية كبيرة، حيث يؤمن مناطق السيطرة من الجهة الغربية، ويكسب التنظيم الإرهابي بحال السيطرة عليه قدرة أكبر على المناورة في المعارك القريبة من معامل الدفاع في منطقة السفيرة جنوب شرق حلب، لذلك جرت على اثرها معارك بين التنظيم الارهابي و»الجيش الحر» انتهت بطرده من المنطقة وإجبار من بقي منهم على مبايعة التنظيم الإرهابي.
محاولات داعش الإرهابي للسيطرة على المطار
عدة محاولات قام بها التنظيم الإرهابي خلال حصاره للمطار باءت جميعها بالفشل، أبرز تلك الهجمات كانت في تموز 2014، وأيار 2015، وفي آب 2015 ، وضمن محاولات التنظيم الإرهابي استباق محاولات وحدات الجيش العربي السوري التقدم لفك الحصار التي باءت أيضا بالفشل، كما اشتدت وتيرة المفخخات التي أرسلها التنظيم الإرهابي في شهر تشرين الأول في محيط موقع المطار أعقبها محاولات فاشلة لاقتحامه.
تعرض مطار كويرس في 27 و28 تموز 2015 لهجومين عنيفين من قبل تنظيم داعش الارهابي في محاولة للسيطرة عليه انطلاقا من قرية «دير حافر» التي يسيطر عليها التنظيم الارهابي مستخدما جميع صنوف الاسلحة خصوصاً القذائف، الا ان الجيش العربي السوري تمكن من صد الهجوم والدفاع عن مواقعه دون السماح لـ «داعش» بالتمدّد.
ودعّم الطيران الحربي السوري وحدات الحماية داخل المطار عبر دكّ خطوط الإرهابيين المهاجمين الخلفية بالإضافة إلى قصف مواقع «داعش» في أطراف مدينة الباب ومداخل بلدة دير حافر والطريق الذي يصل دير حافر بمطار كويرس العسكري.
في 11 اب 2015 حاولت مجموعات كبيرة من تنظيم «داعش» اقتحام مطار كويرس العسكري عبر هجمات انتحارية متسلسلة، لكن وحدات الحماية من جنود الجيش العربي السوري المحاصرين في المطار منذ أكثر من عامين، واجهوا القوات المهاجمة ما اسفر عن إلحاق خسائر بها وسقوط شهداء وجرحى بصفوف بواسل الجيش العربي السوري.
وقام ارهابيو «داعش» بقصف قواعد المطار بعنف تزامناً مع الهجوم الارهابي في مساع لاختراق خواصر في محيط المطار بهدف السماح لارهابييه بالتدفق داخله للسيطرة عليه وفجّر ارهابيو داعش ثلاث عربات مفخخة عند أسوار مطار كويرس اندلعت على إثرها اشتباكات بينهم وبين قوات الجيش العربي السوري المحاصرين في المطار ولم يتمكن التنظيم الارهابي من احداث اي اختراق.
فك حصار مطار كويرس وتحرير حاميته
اثنى السيد الرئيس بشار الأسد على شجاعة القوة التي فكت الحصار عن المطار وأشار إلى أن عقيدة الجيش العربي السوري تتمثل بالدفاع عن كامل تراب الوطن، إن «قتال وثبات عناصر المطار خير مثال على الصمود والبطولة وصورة مشرقة في تاريخ بطولات الجيش العربي السوري، فكنتم على يقين بالنصر وعلى ثقة بأن الحصار سيزول عنكم عاجلا أو آجلا».
عزز الانتصار السوري بفك الحصار عن مطار كويرس العسكري الثقة بقدرة الجيش العربي السوري على إنجاز عمليات عسكرية معقدة بعد أعوام من القتال والاستنزاف وإلحاق واحدة من أكبر الهزائم بتنظيم داعش الارهابي في سورية.
إنجاز جديد سطره بواسل الجيش العربي السوري في حربهم على الإرهاب التكفيري في ريف حلب الشرقي بعد فكهم الحصار عن مطار كويرس والتقائهم مع أبطال حاميته الأشاوس الذين أحبطوا مئات المحاولات من تنظيم «داعش» لاقتحام المطار.
ظل مطار كويرس العسكري محاصرا من قبل التنظيمات الارهابية و»داعش» لمدة 3 سنوات الذين فشلت كل محاولاتهم لاقتحام المطار حيث يتواجد الف جندي سوري وطلاب المدرسة الجوية وما شهده مطار كويرس الذي يعتبر من أكبر القواعد الجوية العسكرية من حصار وهجوم ارهابي متواصل وعنيف هو أكبر دليل على جسارة العمليات التي خاضها الجيش العربي السوري ولو كلفت السير على الأقدام لفك الحصار عن المطار وتحرير الحامية «أسطورة الصمود»، فقواعد الاشتباك لم تكن ثابتة ولا حدود لصبر المقاتلين الذين لم ينفد صبرهم أبداً في مواجهة الجماعات التكفيرية قرب المطار.
في 10 تشرين الثاني نجح الجيش العربي السوري في فك الحصار الذي كان يفرضه ارهابيو داعش على مطار كويرس العسكري، ارتال من قوات الجيش العربي السوري انطلقت من السفيرة جنوب شرق المطار قطعت 30 كيلو مترا في قلب منطقة لا تزال داعش في جنباتها وقطعت قوات الجيش العربي السوري الكيلومترات السبعة الاخيرة عن المطار بعشرين يوما من المعارك، وكان الجيش قد تلافى تقطيع خطوط امداده بدخول التلال القليلة كتل النعام وتثبيت قواته فيها قبل معاودة التقدم مرة اخرى وحماية جبهته في الشمال السوري كذلك تمكن الجيش العربي السوري من تحرير بلدة الشيخ أحمد التي تبعد حوالي 3 كلم تعتبر آخر معاقل تنظيم داعش الارهابي المحصنة قبل الوصول إلى مشارف كويرس بعد ان تقدم فيها من ثلاثة محاور.
وجاء تقدم الجيش بعد معارك عنيفة جدا تمكن خلالها من اختراق دفاعات تنظيم الجماعات الارهابية المسلحة بفضل الكثافة النارية المدفعية والصاروخية وبمساندة جوية عبر الطيران الحربي الذي نفذ عشرات الغارات على مواقع الإرهابيين الخلفية وخطوط الاشتباك الأمامية، وبذلك دخل الجيش العربي السوري المطار بعد معارك عنيفة مع داعش الارهابي حيث تقدمت قوات الجيش من اكثر من محور وتمكنت من الوصول الى المطار وفك حصار الحامية التي استبسلت في الدفاع عنه.
لم يقتصر الإنجاز المهم الذي حققه الجيش العربي السوري والذي تمثل بالصمود الأسطوري لحامية مطار كويرس في ريف حلب الشرقي لمدة قاربت الثلاث سنوات في مواجهة جحافل المسلحين الإرهابيين الذين تناوبوا على محاصرتهم ومهاجمتهم العنيفة بشكل يومي وبواسطة عمليات انتحارية في اغلب الاحيان ومن خلال قصف عنيف طال كافة مواقع تمركزهم وانتشارهم داخل حرم المطار بل هناك إنجاز آخر تمثل بالنجاح اللافت لعملية الاختراق الحساسة للوصول الى حامية المطار وتحقيق التواصل الميداني معهم وذلك عبر بقعة تمتد لمسافة عشرات الكيلومترات داخل قطاع واسع ينتشر ويتحصن فيه عدد كبير من مسلحي التنظيم الإرهابي داعش.
لقد استطاع الجيش العربي السوري طي الصفحة على 3 سنوات من الحصار الخانق وفتح الطريق إلى أبرز القواعد الجوية في الشمال السوري وسجل الجيش العربي السوري بصمة أخرى في تاريخ انتصاراته الساحقة.
موقع مطار كويرس
يقع مطار كويرس شرق مدينة حلب تحديداً في ريف حلب بمسافة تقدر بنحو 40 كيلومتراً وتبلغ مساحته نحو 400 هكتار، حاصره تنظيم «داعش» عامين بعد أن سيطر على المنطقة المحيطة به، وطردوا الفصائل الارهابية المسلحة الاخرى التي كانت تحاصره ايضاً لأكثر من سنة، حيث استهدفت عناصر التنظيم الارهابي المطار على مدار حصاره بعدد كبير من السيارات المفخخة وحاولت اقتحامه أكثر من مرة وهو ينقسم إلى قسمين أساسيين:
القسم الأول يضم الكلية الجوية وهي مختصة بتدريب وتخريج الطلاب الضباط من ملاحين وفنيين وطيارين.
اما القسم الثاني فيضم الفوج 111 وهو مكلف بحماية الكلية الجوية وتوجد بداخله كتائب دفاع جوي عدة.
وكالات- الثورة
التاريخ: الخميس 1-8-2019
رقم العدد : 17039