عمى الأمم المتحدة!

 

 

 

 

القرار الأخير الذي أصدره الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بتشكيل لجنة تحقيق أممية داخلية للتحقيق بهجمات مزعومة استهدفت مُنشآت في إدلب تدعمها الأمم المتحدة، هو قرار غير قانوني، متسرع، هدفه التسييس، وغايته توفير ذريعة لتحالف العدوان ليُنشئ منصة جديدة لتصعيد اعتداءاته، وللتشويش على عملية أستانا، ولشرعنة دعمه وتغطيته للتنظيمات الإرهابية هناك.
لا يَخفى أن القرار اتُخذ تحت الضغط الأميركي الغربي، ومما يؤكد ذلك دفاع غوتيريش اللاحق عنه، بعد أن قُوبل قراره بانتقادات روسية حادة لم تكتف برفضه بل ذهبت لبيان عدم قانونيته، وللتشكيك بأهدافه التي لا علاقة لها بالحقيقة التي يزعم غوتيريش البحث عنها، بل تتصل بمُحاولة إتاحة المجال للاستثمار السياسي بعد تَعمُّد تزوير الوقائع بإلقاء اللوم على موسكو ودمشق!.
قرار غوتيريش فضلاً عن أنه ينطوي على ما تَقدم لجهة عدم قانونيته ولناحية انكشاف غاياته، فهو يُعبر عن إصابة الأمم المتحدة بالعمى عن رؤية الواقع الإرهابي في إدلب، حيث ينبغي عليها أن تَنحاز في بياناتها وقراراتها للحكومة السورية التي تُحارب الإرهاب بالتعاون مع حلفائها وأصدقائها، لا إلى التنظيمات الإرهابية ذراع واشنطن التي لم تتراجع عن مُخططاتها العدوانية رغم هزيمة أذرعها الداعشية ومُشتقاتها.
قرار غوتيريش الأخير يؤكد المُؤكد من أن الأمم المتحدة المُصابة بالعمى عن رؤية الحقيقة، والتي لا ترى إلا ما تراه واشنطن، ما زالت مُصادرة من قبل الولايات المتحدة، تُؤدي دورها كما لو أنها إحدى دوائر الخارجية والبنتاغون، بل هي طَوع الإرادة الأميركية، تتحرك بإشارة أميركية، وتنطق بلسان حال أميركا، وبالتالي تَستخدمها واشنطن لتحقيق غاياتها.
الخطأ الكبير الذي ارتكبه الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل اللجنة إياها، هو خطأٌ مُركب لا يجوز أن يَمر، ويجب التراجع عنه، أولاً لأنه سيُشكل مُبالغة إضافية في الإساءة للمنظمة الدولية، وثانياً لأنه مَبني على ادعاءات كاذبة لا أصل لها، وثالثاً لأن اللجنة إذا رأت النور وباشرت عملها فإنها لن تَعمل بمهنية ولا مَوضوعية، ورابعاً لأن المعلومات التي وصلت للأمم المتحدة أصلاً هي مُضللة، مَصدرها إرهابيون يجب اجتثاثهم لا حمايتهم وقبول ادعاءاتهم!.
كيف ترى الأمم المتحدة استهدافاً مَزعوماً لمنشآت داخل بؤرة إرهابية؟ ولماذا تَنبري للتحقيق به دفاعاً عن إرهابيين لا يَختلف اثنان على تَصنيفهم؟ ثم كيف لا تَرى ممارسات هؤلاء الإرهابيين داخل مناطق انتشارهم، فضلاً عن عدم رؤية اعتداءاتهم على المدنيين في المناطق المُتاخمة، ناهيك عن اعتداءاتهم على مؤسسات الدولة السورية ومواقع جيشها؟!.
كما زَوّرَت لجنة البحث بالكيماوي الوقائع، ستَفعل لجنة غوتيريش، ليَبرز السؤال: هل أصبحت الأمم المتحدة طرفاً؟ هل تَخلت نهائياً عن دورها والتحقت علناً بواشنطن؟ وهل أخذت على عاتقها التعويض عن خسائر الولايات المتحدة بدعم مُرتزقتها وإرهابييها؟ وهل تعتقد أنها ستُثني سورية عن استكمال حربها على الإرهاب؟ أم إنها مَغلوبة على أمرها، تأمرها واشنطن فتُطيع؟!.
علي نصر الله

التاريخ: الأثنين 5-8-2019
رقم العدد : 17041

آخر الأخبار
مدير "زراعة طرطوس" يقر بصعوبات الإنتاج الزراعي تصحيح الأسئلة المؤتمتة يدوياً يرفع نسبة الخطأ.. حبوب: لجان للتصحيح وأخرى للمتابعة والتدقيق درعا.. أنشطة تفاعلية لدعم الأطفال زمن الأزمات والحروب درعا.. مزارعو البندورة: إنتاج وفير وتكاليف عالية تركيا: التطورات في سوريا مصدر تفاؤل للمنطقة والعالم أجمع تفاهمات سورية - تركية.. تسهيلات تجارية ومبادرات إنسانية لتعزيز الاستقرار إدمان الأطفال تحدٍ اجتماعي وحكومي.. "شم الشعلة" صورة لهشاشة الواقع الاجتماعي  إزالة مكبّ الإدعشرية : خطوة بيئية و تنظيمية نحو دمشق أكثر نظافة سوريا تمضي نحو منصة وطنية للاستجابة للطوارئ; و"رائد الصالح" يبحث مع الصليب الأحمر الدولي دعم منظومة ... سقوط صاروخ إيراني في ريف السويداء بعد اعتراضه من قِبل إسرائيل   الهلال الأحمر القطري يواصل برامج التغذية العلاجية في سوريا السياحة تعود إلى إدلب.. أول زيارة رسمية لوزير السياحة وخطط لإعادة الإعمار موسكو تؤكد استمرارالتنسيق مع دمشق لبحث مستقبل القواعد العسكرية الروسية في سوريا   "بنك غرامين " تجربة تركز على رفع التطور الاقتصادي.. لماذا لاتطبق في سوريا؟    مكافحة الأخبار المزيفة.. بين التحديات والاستراتيجيات   الأمن السيبراني يبدأ من الوعي  ألالا لـ"الثورة" حماية البيانات مسؤولية الجميع    حلاق لـ"الثورة": الوضع الاقتصادي لا يحتمل موجة جديدة من عدم الاستقرار  تجاوزات عمرانية ومخالفات قابلة للتسوية  المهندس شاكر: فوضى في النصوص القانونية وغياب نظام بناء صار... إشادات قطرية وأممية بخطوات سوريا نحو الانتقال السياسي   اللجنة العليا للانتخابات تبدأ مهامها وتقدّر مدة عملها بثلاثة أشهر