حاول التملص من مسؤوليته عن تفشي جرائم الكراهية…. مسؤولون أميركيون: ترامب يستخدم النهج العنصري ويؤجج مشاعر التطرف

 

 

الكراهية المتفشية والعنصرية المتأصلة هي الإرهاب المتخفي الذي يدفع به الرئيس الأميركي دونالد ترامب للانطلاق نحو العبث في الداخل الأميركي، مع تركيزه بشكل غير مسبوق وبشكل متسارع ومتتالي على بث الحقد ومحاولة إلغاء الآخر، وهو ما يدفع بالتالي إلى تحميله المسؤولية عنها وضرورة الوقف العاجل لهذا التدهور والتهور وبث الفوضى بنزعة العنصرية البيضاء.
وعلى خلفية ذلك هاجمت السيناتور الديمقراطي والمرشحة للرئاسة الأميركية كريستين جيليبراند أمس ترامب لأنه خلق حالة طوارئ مدنية في البلاد من خلال العنصرية لدى القومية البيضاء والتي تفشت داخل أميركا، وهو ما نقلته قناة «إس إم بي سي» الأميركية عن جيليبراند، مطالبة إياه أن يوقف ذلك عبر أسرع طريقة بالتوقف عن كونه عنصريا، مضيفة، إنه عنصري قومي أبيض وكل ما علينا فعله هو الاستماع إلى كلماته لاتخاذ هذا القرار.. لقد وبّخ وحطّ من قدر المرأة الملونة في هذه الإدارة وقد استخدم اللغة العنصرية وصفارات الكلاب العنصرية نيابة عن الرئاسة.
من جهتهم أكد مرشحون ديمقراطيون للانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة ومسؤولون أميركيون آخرون أن حوادث إطلاق النار التي وقعت خلال اليومين الماضيين وأوقعت عشرات الضحايا في ولايتي تكساس وأوهايو يتحمل مسؤوليتها ترامب الذي دأب على إطلاق تصريحات عنصرية تحريضية غذت وأججت مشاعر التطرف والعنف تجاه الأقليات في البلاد منهم السيناتور كوري بوكر، وإليزابيث وارن المرشحة في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، والمرشح الديمقراطي للانتخابات بيتو أوروركي، فيما قال بيت بوتاجاج المرشح للانتخابات التمهيدية الديمقراطية في تصريح أدلى به أول أمس: إنه بات واضحا أن الأرواح التي أزهقت في حوادث إطلاق نار سابقة والآن في إل باسو هي من نتاج إرهاب قومي أبيض أسهم في وقوعها ضعف السياسات الأميركية لضبط سوق السلاح من جهة وارتفاع وتيرة إرهاب محلي تحركه نوازع قومية بيضاء من جهة ثانية.
وفي تغريدة طالب المسؤول الجمهوري في ولاية تكساس جورج بريسكوت بوش الوقوف بحزم بوجه هذا الإرهاب الأبيض والذي يمثل تهديدا فعليا علينا القضاء عليه.
ووفق أرقام قدمها مركز الأبحاث «نيو أميركا» فإن أعمال العنف التي ارتكبها اليمين المتطرف أوقعت من الضحايا أكثر مما أوقعته الهجمات الإرهابية بأميركا، واعتبر روبرت ماكنزي المسؤول في هذا المركز أن السلطات تأخرت في التحرك لمواجهته وكتب في مطلع السنة الحالية: حتى في عهد الديمقراطي باراك أوباما تجاهلت أجهزة الاستخبارات مرارا تهديدات مصدرها اليمين المتطرف لأسباب سياسية.
ووفقا لوسائل إعلام فإن ما تغير منذ انتخاب ترامب هو هذا الخطاب التحريضي من الرئيس نفسه وبشكل علني.
من جهتها صحيفة ميرور كشفت أن منفذ عملية الإعدام الجماعية في دايتون بولاية أوهايو الأميركية، كان يخطط لإطلاق النار داخل مدرسته، ووضع قائمة بأسماء زملائه الذين كان ينوي تصفيتهم.
ونقلت الصحيفة عن مدير مدرسة «بيلبروك» الثانوية، أن كونور بيتس ذا الـ24 عاما، طرد من المدرسة منذ عدة سنوات لوضعه «قائمة موت» على حائط المرحاض بأسماء زملائه الطلاب الذين يجب إعدامهم، وتم تم تأكيد هذه المعلومات من قبل زميلته السابقة في الفصل الدراسي، فيما اعتبر زميل سابق للإرهابي أنه ارتكب جريمته بدافع كراهيته للناس.
هذه الجريمة استدعت وزير خارجية المكسيك مارسيلو إيبرارد ليعلن أن النائب العام ببلاده يدرس رفع دعوى قضائية يعتبر فيها حادث إطلاق النار العشوائي في بوول مارت بالمدينة عملا إرهابيا، وقال: بالنسبة للمكسيك هذا الشخص إرهابي، وحث الولايات المتحدة على إبداء موقف واضح وقوي ضد جرائم الكراهية.
إلى ذلك حاول ترامب التملص من مسؤوليته عن تزايد جرائم الكراهية والتمييز العنصري في الولايات المتحدة بانتقاده «التعصب والتفوق الأبيض» ودعوته إلى إجراء عمليات تدقيق مشددة لمشتري الأسلحة النارية.
رويترز نقلت عن ترامب قوله للصحفيين في البيت الأبيض أمس: يجب هزيمة هذه الأيديولوجيات الشريرة، الكراهية ليس لها مكان في أميركا فهي تشوه العقل وتخرب القلب وتلتهم الروح حسب قوله.
وأمام موجة الغضب المتزايدة من سياساته التي تصب في مصلحة تجار الأسلحة اكتفى ترامب بدعوة النواب الأميركيين إلى المصادقة على تشريع يقضي بإجراء عمليات تدقيق قوية في خلفيات مشتري الأسلحة النارية محاولاً كعادته إلقاء اللوم على وسائل الإعلام في العنف والانقسامات المتزايدة في بلاده.
وذهب ترامب إلى حد وصف حادثي إطلاق النار التي شهدتهما مدينة إل باسو في ولاية تكساس وفي أحد شوارع ولاية أوهايو الأمريكيتين بالإرهابيين المروعين.
وتناسى ترامب أن خطابه العنصري الذي دأب على استخدامه منذ تسلمه الرئاسة الأمريكية عام 2017 ولاسيما ضد الأقليات واقتناعه الواضح بنظرية «تفوق العرق الأبيض» كان المحرك الرئيسي لحوادث العنف وجرائم الكراهية التي انتشرت بشكل غير مسبوق في الولايات المتحدة بالتوازي مع رفضه إجراء تعديلات على القوانين التي تسمح بحيازة الأسلحة الفردية إرضاء منه للشركات الكبرى ولوبي الأسلحة الأمريكية.
وكالات-الثورة
التاريخ: الثلاثاء 6-8-2019
رقم العدد : 17042

آخر الأخبار
سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي خطوط جديدة للصرف الصحي في اللاذقية  رغيف بجودة أفضل.. تأهيل الأفران والمطاحن في منبج معرض دمشق الدولي.. الاقتصاد في خدمة السياسة قافلة مساعدات إغاثية جديدة تدخل إلى السويداء "دمشق الدولي".. منصة لتشبيك العلاقات الاقتصادية مع العالم رفع العقوبات وتفعيل "سويفت ".. بوابة لانتعاش الاقتصاد وجذب الثقة والاستثمارات سوريا تستعد لحدث غير مسبوق في تاريخها.. والأوساط الإعلامية والسياسية تتابعه باهتمام شديد سوريا تحتفي بمنتجاتها وتعيد بناء اقتصادها الوطني القطاع الخاص على مساحة واسعة في "دمشق الدولي" مزارعو الخضار الباكورية في جبلة يستغيثون مسح ميداني لتقييم الخدمات الصحية في القنيطرة معرض دمشق الدولي.. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول برنامج الأغذية العالمي: المساعدات المقدمة لغزة لا تزال "قطرة في محيط" "المعارض".. أحد أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار قدرات الدولة العقول الذهبية الخارقة.. رحلة تنمية الذكاء وتعزيز الثقة للأطفال وصول أول باخرة من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى مرفأ طرطوس شهرة واسعة..الراحة الحورانية.. تراث شعبي ونكهات ومكونات جديدة