مناورات أردوغان العبثية

 

 النظام التركي، ومنذ بداية الحرب العدوانية على سورية، لم يُفلت أصابعه عن عزف ذات النغمة بشأن محاربة إرهابيي (قسد) المدعومين أميركياً، وما يسمى المنطقة العازلة، حيث يبني أوهامه على تلك القاعدتين، ويسرح في مخيلته نحو الدخول من بوابتهما المفترضة، لتفتح له بقية الأراضي السورية ذراعيها وتستقبله، متناسياً أن جمراً أحمر ملتهب سيحرق وجهه ويلفح عينيه، ولن يكون له موطئ قدم سواء في الأحلام أم الواقع، وما يروج له اليوم عن عملية عسكرية في منطقة الجزيرة، في خطوة لإنشاء (المنطقة العازلة) مشروع فاشل أصلاً وميت قبل خروجه من رحم أحقاده وهواجسه.
تركيا طبعاً لن تقوى على شيء، لأن أميركا مستمرة بتقاذفها واللعب فيها وكأنها كرة، وذلك منذ السنوات الأولى لحربها الإرهابية على سورية ومعها لفيف من الأعراب، وهي تستخدم ذات اللهجة، وتتحدث عن ذات القصة، وحتى اليوم لم يشأ لها أو كانت قادرة على كتابة الفصل الأخير كما يناسبها، وتواصل فتح الخطوط والمحاور، وزيادة أعداد الممثلين والمشاركين، حتى تاهت تماماً عن اللب الأساسي للحبكة، وباتت مسرحيتها دون هدف أو غاية، في الوقت الذي مازالت تدعم فيه من تسميهم تركيا أعداءها و المتمثلين بإرهابيي (قسد)، وذلك لأسباب كثيرة أهمها، مواصلة تخويف تركيا بشبحهم على الحدود، والثاني الاستثمار بهؤلاء كي يبقوا ورقة ضاغطة في أي مفاوضات من شأنها إنهاء تلك الحرب، وبالتالي تحصيل المكاسب على حسابهم، لأن واشنطن لن تغامر من أجل أحد، إذا لم تخدم تلك المغامرة مصلحتها أولاً، وتكون قد حصلت على التسعة حتى تعطي العشرة، وحديث سفير واشنطن السابق في سورية روبرت فورد لأولئك في الآونة الأخيرة يؤكد عدم رغبة بلاده خوض أي مغامرة فاشلة بسبب أولئك المرتزقة.
سيبقى حلم أردوغان في الثلاثين أو الأربعين كيلو متراً من الحدود التركية حتى داخل الأراضي السورية لربط بعض مناطق الإرهابيين ببعضها غصة في قلبه وشوكة في حلقه، لأن ذلك لن يتحقق، ولاسيما أن وحدة تلك الأراضي مبدأ لا يمكن تجاهله أو تجاوزه، وكل شبر في سورية سوف يبقى تحت سيطرة حكومتها، والجيش العربي السوري يدير دفة المعارك بقوة و اقتدار، وتأتي ردوده على خروقات إرهابيي رئيس النظام التركي مباشرة، وما تبقى عنده وعند الواهمين سيظل مجرد أمنية في أذهانهم لن تتحقق أو ترى النور.
الخلاف التركي الأميركي بشأن المنطقة المزعومة ومحاربة (قسد) غالباً ما يطفو على سطح المباحثات واللقاءات التي تجمع مسؤولي داعمي الإرهاب الرئيسيين في سورية، وبدا كل منهما يشد الغطاء نحوه، وذلك نتيجة تضارب المصالح واختلاف الأهداف بينهما، متناسين أن ذاك الغطاء قد يتمزق ولن ينعم أي منهما بدفئه.
huss.202@hotmail.co

حسين صقر
التاريخ: الخميس 8-8-2019
الرقم: 17044

آخر الأخبار
غرفة  صناعة حلب تفتح باب الانتساب لعضوية اللجان  وتعزز جهود دعم الصناعة عصام الغريواتي: زيارة الوفد السوري إلى تركيا تعزز العلاقات الاقتصادية والتجارية مباحثات سورية–إماراتية لإحياء مشروع مترو دمشق الاستراتيجي أحكام عرفية بالرقة واعتقالات في ظل سيطرة «قسد»...والإعلام مغيّب تحقيق رقابي يكشف فضيحة هدر بـ46 مليون متر مكعب في ريف حمص بعد توقف دام 7 أشهر..استئناف العمل في مشتل سلحب الحراجي "الأشغال العامة" تعرض فروع شركتي الطرق والجسور والبناء للاستثمار من وادي السيليكون إلى دمشق.. SYNC’25 II يفتح أبواب 25 ألف فرصة عمل خفايا فساد وهدر لوزير سابق .. حرمان المواطنين من 150 ألف متر مكعب من الغاز يومياً الكلاب الشاردة مصدر خوف وقلق...  116 حالة راجعت قسم داء الكلَب بمشفى درعا الوطني   تعزيز التواصل الإعلامي أثناء الأزمات الصحية ومكافحة المعلومات المضللة غلاء الإيجارات يُرهق الباحثين عن مسكن في إدلب ومناشدة لإجراءات حكومية رادعة غزة بين القصف والمجاعة و"مصائد الموت" حصرية السلاح بيد الدولة ضرورة وطنية ومطلب شعبي أكبر بساط يدوي من صنع حرفيّ ستينيّ الادعاء العام الألماني يوجّه اتهامات لخمسة أشخاص بارتكاب جرائم حرب في مخيم اليرموك زيارة رسمية لوزير الداخلية إلى تركيا لتعزيز التعاون الأمني وتنظيم شؤون السوريين تراشق التصريحات بين واشنطن وموسكو هل يقود العالم إلى مواجهة نووية؟ من البراميل والطائرات إلى السطور والكلمات... المعركة مستمرة تعددت الأسباب وحوادث السير في ازدياد.. غياب الحلول يفاقم واقع الحال