بمرحلة الجرعات

 في كل مرة تطالعنا بها السلطة التنفيذية بتوصلها بعد اجتماع ماراثوني يوصف أغلب الأحيان بالنوعي ويخص مجموعة كبيرة من القطاعات التي تكرر حضورها على طاولة نقاشات مجلس الوزراء لأهميتها الاستراتيجية في الاقتصاد والصناعة.
كنا نعتقد أو نمني النفس أن جرعات الدعم آنية التأثير التي كانت تعطى لإنعاش أحد القطاعات بعد ما تعرض له من نكسات كبيرة وتراجع في عمله وفعاليته وإنتاجيته دون الغوص في تفاصيل المشكلات والمعوقات الكثيرة التي تواجه هذا القطاع أو ذاك دائماً قد آن أوان الانتقال بها لمرحلة إيجاد العلاج أو الحلول الناجعة التي تعيد تدفق العمل في شريان تلك القطاعات لتعاود الضخ من جديد بشكل أكثر فاعلية واستمرارية أقله لسنوات قد تفرض ظروف وضغوط أخرى إجراء عمليات الدعم اللازمة
وقطاع الزراعة بشقيه النباتي والحيواني أحد القطاعات التي أتخمتها الجهات المعنية دراسة وتحليلاً وقرارات وتوجهات بقيت في محاضر الاجتماعات ونقلها الإعلام، غير أن الخطوة أو المرحلة الأهم بكل هذه العملية ونقصد الخطوات التنفيذية لها واضطلاع كل جهة كلفت بمهمة تقع في دائرة مسؤوليتها لا تزال بحدودها الدنيا، والأسوأ أن كل جهة تحمِّل الأخرى مسؤولية الفشل في نقل قرارات وضعوها هم لأرض الإنتاج، وبالتالي ضياع تعب مزارعين انتظروا طويلاً جني ثمار محاصيلهم فكانت الخيبة هي من ملأت سلالهم بدل الثمار، خاصة لمحاصيل استراتيجية مثل الزيت والزيتون والحمضيات بالشق النباتي، والدواجن بالشق الحيواني، وغيرها العديد من المحاصيل الاستراتيجية، وحتى بحال كانت الغلال وفيرة بأحد المحاصيل يدخل المعنيون في دوامة البحث والتمحيص عن منافذ تصريف الفائض واستثمار الإنتاج داخلياً دون جدوى لنقع كما في كل مرة بنفس الحفرة.
ولأننا على أبواب جني محصول الزيتون كان لزاماً على الجهات التنفيذية إثبات حضورها فدعت مؤخراً الوزارات المعنية وفريقاً فنياً ومركز البحوث لاجتماع ناقشت به مطولاً واقع المحصول الذي وصفته بالاستراتيجي بامتياز (وكأنه اكتشاف عظيم) من ألفه إلى يائه أي من الزراعة مروراً بالجني وإشكالياته فالمعصرة والتصنيع وليس انتهاءً بمعضلة التسويق المحلي والخارجي، وليكتمل السيناريو الممل الذي اعتدنا عليه كان لا بد من بعض التوجيهات والقرارات التي كلفت كل جهة بموجبها بمهامها كي نصل بالمحصلة للاستثمار الأمثل لهذا المحصول.
تجربة السنوات الأخيرة على أقله أثبتت أن أغلبية الجهات المكلفة بالعمل تتقاعس عن مهامها لذلك يتعرض المحصول لنفس الانتكاسات ونخسر استثماراً مجداً وداعماً للناس وللاقتصاد وخزينة الدولة، وما ننتظره أن تكون حسابات الجهات المعنية وحصادها معاكسة تماماً للصورة السابقة، وأن تسجل نقطة مضيئة في مسيرة دعم هذا المحصول وغيره.

هناء ديب
التاريخ: الخميس 8-8-2019
الرقم: 17044

آخر الأخبار
لأول مرة .. افتتاح سوق هال في منطقة الشيخ بدر الفلاح الحلقة الأضعف.. محصول الخضراوات بحلب في مهب الريح في حلب .. طلبة بين الدراسة والعمل ... رهان على النجاح والتفوق جيل بلا مرجعية.. عندما صنعت الحرب والمحتوى الرقمي شباباً تائهاً في متاهة القيم التقاعد: بوابة جديدة للحياة أم سجن الزمن؟. موائد الحرب تمتلئ بكؤوس النار ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون سيارة "CUSHMAN" المجانية.. نقلة حيوية للطلاب في المدينة الجامعية ميلان الحمايات الحديدية على جسر الجمعية بطرطوس..واستجابة عاجلة من مديرية الصيانة المعلمون المنسيون في القرى النائية.. بين التحديات اليومية وصمود الرسالة التربوية أكثر من 50 حاجاً سورياً يستفيدون من عمليات الساد العيني.. بالتعاون مع جمعية" يبصرون" سوريا تتعرض لسقوط طائرات مسيرة وصواريخ مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران هل خدع نتنياهو ترامب لجرّ واشنطن للحرب ضدّ إيران؟ رابطة الصحفيين السوريين: اعتداءات "إسرائيل" على الإعلاميين في الجنوب ترقى إلى جرائم حرب تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران يتصدر أعمال قمة مجموعة السبع تصعيد إيراني في عناوين الصحف: إسرائيل تحت النار والولايات المتحدة في مرمى الاتهام خلخلة الاستثمارات عالمياً خبير مصرفي لـ"الثورة": تراجع زخم الاستثمارات تحت وقع طبول الحرب سعيد لـ"الثورة": الأسواق المالية عرضة للصدمات الخارجية الحلبي في مؤتمر الطاقات المتجددة: من التبعية إلى الإبداع... والتعليم العالي شريك وزير الصحة ومحافظ إدلب يُجريان جولة ميدانية لتفقد المنشآت الصحية المتضررة بريف إدلب