أين الفصل السابع؟!

 تَنسحب الولايات المتحدة من الحوار عبر المحيط الهادي، وتَنقلب إدارة ترامب على ما كانت بدأته إدارة أوباما، ثم لا يُحدث انسحابها أيّ رد فعل ليس لدى العالم، وإنما حتى لدى الأطراف المُشاركة بهذا الحوار! لماذا؟.

تُهدد الولايات المتحدة بالانسحاب من مُنظمة التجارة العالمية، لأسباب تتصل بأطماعها وسبل فرض هيمنتها التي في الطريق إليها تُوزع الاتهامات وتُفبرك الوقائع ضد خصومها، ولا تُوفر العقوبات الاقتصادية كسلاح تَستخدمه ضد الدول، الشركات، الأفراد والشخصيات الاعتبارية، ثم لا تُلامس ردود الفعل الدولية مُجرد مُلامسة خطورة ما تَقوم به من شذوذ بسلوكياتها! لماذا؟.
تُعلن الولايات المتحدة انسحابها من مُنظمة حقوق الإنسان، رداً على سقوطها بانتخابات مَجلس المنظمة، الذي كان أقرب إلى الطرد من المجلس، منه سقوطاً بانتخابات دورية، ثم لا نَجد ردود فعل دولية تقول لها – في أضعف الإيمان – بأن السقوط بالانتخابات، والطرد الذي واجهته، وإعلان الانسحاب، لا يَستوي معها الاستمرار بادعاء الدفاع عن حقوق الإنسان في جهات الأرض الأربع! حتى هذا، ما قِيلَ لها، وتُرِكَت كياناً فوق القانون يُمارس دور الشرطي الفاسد الذي لم يُكلفه أحدٌ بأي مهمة! لماذا؟.
تَدخل الولايات المتحدة المحكمة الجنائية الدولية، وتَخرج منها في الوقت الذي تَجده مناسباً لها! تُهدد الجميع بالإحالة إليها في وقت تكون هي خارجها، لا تَعترف بها فقط لأنها لم تَمنح جنرالاتها وجنودها الحصانة! أو لأنها هددت ذات مرة جنرالات صهاينة ووزراء في حكومات صهيونية بالمُحاكمة! ثم لا تَصدر مواقف تُندد أو تَستهجن.. فقط تَستهجن! لماذا؟.
تَنقلب الولايات المتحدة على الاتفاق النووي الإيراني الذي أُنجز بشق الأنفس، وبنتيجة مُفاوضات طويلة مُعقدة وقاسية! تُسقطه بإجراءاتها، وتُهدد من لا يَمتثل لعقوباتها الأحادية المَفروضة على طهران، ثم تَعجز أطراف الاتفاق – كلهم من الكبار، أعضاء دائمون بمجلس الأمن الدولي، وألمانيا – عن فعل شيء! لماذا؟.
بمُنتهى الوقاحة، تُعلن الولايات المتحدة انسحابها من مُعاهدة الأسلحة النووية المُتوسطة وقصيرة المدى المُوقعة مع روسيا، وتُؤكد البدء بتطوير صواريخ نووية، تَعتزم نشرها في أوروبا وآسيا! ثم لا نَجد إلا رد فعل دولياً خجولاً هزيلاً، لا يُسمعها كلمة ثقيلة، ولا يُواجهها بمَوقف مُتشدد من شأنه أن يَردعها! لماذا؟.
بمَقدورنا أن نُعدد الكثير من حالات الشذوذ الأميركية المُماثلة لما تَقدّم ذكره كأمثلة ونماذج، لنُظهر عهر أميركا، عدوانيتها وانحطاطها، ولنُبرز المُفارقات العجيبة الغريبة المَرفوضة، وبالتأكيد لن نسأل عن دوافعها التي نَعرفها ويَعرفها العالم، لكن لنَسأل عن ضعف العالم، وعن عَجزه عن مُواجهتها، ولنَسأل: ماذا لو فعلت روسيا والصين – روسيا والصين وليس إيران أو جنوب افريقيا أو فنزويلا – جزءاً مما تَفعله أميركا؟ هل كان ليَمر؟ أم كانت لتُوضع خلال ساعات تحت الفصل السابع ويتم التحرك الفوري ضدها؟! فأين الفصل السابع؟!.
علي نصر الله

 التاريخ: الأثنين 12-8-2019

رقم العدد : 17048

آخر الأخبار
آثار سلبية لحرب إيران- إسرائيل سوريا بغنى عنها  عربش لـ"الثورة": زيادة تكاليف المستوردات وإعاقة للتج... تصعيد إيراني – إسرائيلي يضع سوريا في مهبّ الخطر وحقوقي يطالب بتحرك دبلوماسي عاجل جرحى الثورة بدرعا : غياب التنظيم وتأخر دوام اللجنة الطبية "ديجت" حاضنة المشاريع الريادية للتحول الرقمي..خطوة مميزة الدكتور ورقوزق لـ"الثورة" : تحويل الأفكار ... " الثورة " ترصد أول باخرة محملة 47 ألف طن فحم حجري لـ مرفأ طرطوس دعم مفوضية شؤون اللاجئين والخارجية الأميركية "من الخيام إلى الأمل..عائلات سورية تغادر مخيم الهول في ... قريبًا.. ساحة سعد الله الجابري في حلب بحلّتها الجديدة لأول مرة .. افتتاح سوق هال في منطقة الشيخ بدر الفلاح الحلقة الأضعف.. محصول الخضراوات بحلب في مهب الريح في حلب .. طلبة بين الدراسة والعمل ... رهان على النجاح والتفوق جيل بلا مرجعية.. عندما صنعت الحرب والمحتوى الرقمي شباباً تائهاً في متاهة القيم التقاعد: بوابة جديدة للحياة أم سجن الزمن؟. موائد الحرب تمتلئ بكؤوس النار ويستمر الحديث عنها.. العدالة لا تُؤخذ بالعاطفة بل تُبنى بعقل الدولة وعدالة القانون سيارة "CUSHMAN" المجانية.. نقلة حيوية للطلاب في المدينة الجامعية ميلان الحمايات الحديدية على جسر الجمعية بطرطوس..واستجابة عاجلة من مديرية الصيانة المعلمون المنسيون في القرى النائية.. بين التحديات اليومية وصمود الرسالة التربوية أكثر من 50 حاجاً سورياً يستفيدون من عمليات الساد العيني.. بالتعاون مع جمعية" يبصرون" سوريا تتعرض لسقوط طائرات مسيرة وصواريخ مع تصاعد المواجهة بين إسرائيل وإيران هل خدع نتنياهو ترامب لجرّ واشنطن للحرب ضدّ إيران؟